آخر الأخبار

السيد الشهيد الصدر والتخطيط للقيادة من بعده (7)









السيد الشهيد الصدر والتخطيط للقيادة من بعده (7)




علي الشديدي



المبحث الثاني/ شروط القيادة عند السيد الشهيد (4)



الدليل الخامس: ما ذكره السيد الشهيد في موسوعة ما وراء الفقه من الحديث المنسوب للإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) بقوله: (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله). فيعلق السيد عليه ويقول: (وتقريب الاستدلال بهذه الرواية: انه يجب الرجوع في الحوادث الواقعة في المجتمع جيلاً بعد جيل، بمقتضى الإطلاق إلى رواة الحديث. والمراد بهم الفقهاء. ثم يقول: فإنهم حجتي عليكم، وهو معنى تنصيبهم في محل الولاية العامة لقيادة المجتمع). (1)

فلا يختص هذا الحكم بجيل دون جيل آخر، فالقيادة للفقهاء حصراً ويجب الرجوع إليهم في كل الحوادث الواقعة لا سيما المهمة والمفصلية منها في حياة المجتمع، ولا يجوز الرجوع الى غيرهم في ذلك.

الدليل السادس: ما ذكره السيد الشهيد في خطب الجمعة في مسجد الكوفة المعظم الجمعة (1) بقوله: (وأوضح ذلك بالنسبة الى الجمهور، بالنسبة الى عوام الشيعة جزاهم الله خير جزاء المحسنين، هو أن لا يعملوا عملاً أو لا يقولوا قولاً إلاّ بإذن المراجع الكرام، والقادة العظام، الله يديم ظل الموجودين منهم، لا تتحرك، ولا تنطق، ولا تنظر، بل ولا تفكر إلاّ بإذن الله، إلاّ بالشيء الذي يرضي الله سبحانه وتعالى. وأما إذا كان شيء مشبوه، أو مشكوك فيه، أو فيه زيادة، أو نقيصة، أو احتمال الخطر، أو احتمال السوء أو احتمال الذنب، أو احتمال – الزلق – كما يقولون، امتنع عنه بكل صورة. نحن لم نسمع، ولم نر الله، وإنما سمعنا عنه، كتابه المفتوح من هم؟ هم العلماء، فلا ينبغي أن الإنسان يتصرف إطلاقاً إلاّ بإذن العلماء . . . أطيعوا علماءكم فقط، وإلاّ فلا، إذا تريدون نفع الدين، ووجود هذه الفرصة المتاحة بعون الله، والله تعالى هو مسبب الأسباب، إنما لا يكون إلاّ بطاعة التوجيه الديني، ليس أكثر ولا أقل، وكل من يقول غير ذلك ضع في فمه التراب، لا أكثر ولا أقل). (2)

وكذلك قوله في الجمعة (6) ما نصه: (أنا قلت لكم في يوم ما انه عليكم بإطاعة أوامر علمائكم، لا تتحركوا ولا تقولوا أي شيء قبل أن تقول – لو صح التعبير – قيادتكم الدينية شيء، لا يجوز إذن تجني على نفسك، وعلى دينك، وعلى دنياك، وعلى آخرتك). (3)

وعاد وكرر هذا المعنى في نفس الخطبة الثانية من الجمعة (6) بقوله: (فلذا قلت طبعاً هؤلاء في عصر الأئمة، يسألون الأئمة وأنتم في عصر علمائكم والحوزة العلمية اسألوا الحوزة العلمية، لا يمكن عمل أي شيء مما قلّ أو كثر بدون سؤال الفقه والفقهاء بطبيعة الحال). (4)

وكرر كلامه في الجمعة (27) بقوله: (وإذا كانت هناك شجاعة، ان شاء الله تعالى، فاصرفوها بحذر وبشكل مدروس وبالأساس مع الاستئذان من الحوزة العلمية الشريفة، وليس باتخاذ عمل أو قرار بالاستقلال عنها ومن دون الاستئذان منها والعياذ بالله). (5)

وأوصى أيضاً في الجمعة (42) بقوله: (وأنا قلت بتوصيتين وأكررهما: أولاً: أنه لا تقل قولاً ولا تفعل فعلاً إلاّ بعد السؤال عن الحوزة العلمية). (6)

فبعد كل هذا التأكيد من السيد الشهيد على ضرورة إتباع العلماء والفقهاء حصراً فهم القادة الحقيقيون، أما غيرهم فقيادتهم باطلة فلا تجوز طاعتهم ولا اتباعهم مهما كان عنوانهم الديني والاجتماعي والسياسي، واعتبر طاعة غير الفقهاء والحوزة العلمية الشريفة جناية على النفس والدين والدنيا والآخرة، وهذه الجناية نتيجتها الخسران بطبيعة الحال كون أتباع غيرهم غير مبرئ للذمة.


السيد الشهيد الصدر والتخطيط للقياده من بعده (6)

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محمد الصدر. ما وراء الفقه. الجزء 9، تحقيق هيئة تراث الشهيد الصدر، دار حضارة اكد للنشر والتوزيع، 1428هـ، ص54.
(2) محمد الصدر. خطب الجمعة لشهيد صلاة الجمعة. ط 1، مطبعة البصائر، لبنان، 2013، ص10- 11.
(3) محمد الصدر، المصدر السابق، ص72.
(4) محمد الصدر، المصدر السابق، ص82.
(5) محمد الصدر، المصدر السابق، ص360.
(6) محمد الصدر، المصدر السابق، ص618.

إرسال تعليق

0 تعليقات