آخر الأخبار

مع الشيعة في مصر (8)









مع الشيعة في مصر (8)



صالح الوردانى





كان الإعلام المصري قد منحنى العديد من الرتب منها:


زعيم الشيعة في مصر


رجل إيران في مصر


المتحدث باسم الشيعة


فيلسوف الشيعة


وهو ما دفع البعض إلى حسدي والغيرة منى..


وكنت أعلن دائما إنني ضد إقامة مساجد للشيعة في مصر..
وضد إرسال احد للحوزات بالخارج..


وضد وفود معممين لمصر..


وضد عودة العلاقات المصرية الإيرانية..


وأرى ذلك كله خطرا على الشيعة و التشيع في مصر..


وكنت ادعوا دائما لتشيع المواطنة..


وأن محاولات استيراد نموذج التشيع الإيراني أو القمي أو النجفي يضر بالشيعة والتشيع..


وكل بلد له شخصيته التي يجب احترمها..


وكل مجتمع له تركيبته التي يجب وضعها في الحساب..


وفى محاضراتى التي كنت ألقيها على الشيعة كنت أؤكد على أن التشيع هو هوية مصر الحقيقية..


وأن الهوية السنية دخيلة عليها..


وأن السلفية الوهابية ضد مصر والمصريين لكونها تتبنى عقائد تتصادم مع هوية مصر وشخصيتها....


السلفية الوهابية تتبنى تكفير المتوسل وتحريم الزيارات وإحياء المناسبات وهو ما يعنى تكفير الشعب المصري الذي يمارس التوسل ويحي المناسبات ويقوم بالزيارات طوال العام..


والتشيع إذا ارتبط بالمواطنة لا يمكن اجتثاثه..


أما إذا ارتبط بالخارج فسوف يصبح كالقشة في مهب الريح..


وربط التشيع بالمواطنة سوف يغلق الباب في وجه المتربصين بالشيعة والمتهمين لهم بالعمالة للخارج..


من هنا دخلت في حوار مع امن الدولة من اجل تبديد تلك الصورة القاتمة عن التشيع..



ومن اجل كسر حاجز الخوف والريبة من الشيعة..


إلا ان مواقفي ورؤيتي هذه قد جلبت لى العداوة على مستوى الداخل والخارج..


واذكر إنني استدعيت ليلا من قبل أمن الدولة فظننته اعتقالا..


إلا أنني وجدت نفسي فجأة في قاعة اجتماعات داخل مقر امن الدولة بالقاهرة..


وجلس أمامي ضابط كبير ومن حوله مجموعة من الضباط..


ودار الحوار التالي بالعامية المصرية طبعا وأنا أترجمه هنا بالفصحى حتى يمكن فهمه:


قال كبيرهم: أستاذ صالح نحن نعرف انك رجل ثقافة وإعلام.. وانك الوحيد الذي لديه الإجابة على تساؤلاتنا..


ولأجل ذلك نحن أحضرناك للحوار حول الشيعة والسنة وإيران..
نريد أن نعرف منك أولا ماهى قصة السنة والشيعة..؟



وبالطبع رجال الأمن لهم عقول خاصة ولا تصلح معهم اللغة الأكاديمية فهم في الأصل لا صلة لهم بالثقافة..


وكان جوابي ما يلي : انتم بالطبع تعرفوني جيدا.. وملفى عندكم كبير من أيام الجماعات..


قال كبيرهم : طبعا..


قلت : وهذا يعني أنني مرفوض من قبلكم ومعارض محل ريبة واشتباه..


قال ضاحكا : مظبوط..


قلت : أنا لن أصوت لصالح حسني مبارك في الاستفتاء القادم ، وسوف أقول له لا..


فهل يبرر لك ذلك أن تسحب مني جنسيتي..؟


قال : لا أنت مواطن مصري وهذا حقك..


قلت : وهكذا الشيعة مسلمون رفضوا أبو بكر ورفضهم له لايبرر سحب الإسلام منهم..


قال: وضح أكثر..


قلت : بعد وفاة الرسول(ص) انقسم الصحابة إلى قسمين:


قسم انحاز لأبي بكر وقال لعلي لا..


وقسم انحاز لعلى وقال لأبي بكر لا..


القسم المنحاز لأبي بكر خرج منه السنة فيما بعد


والقسم الذي انحاز لعلي خرج منه الشيعة فيما بعد..


والذين قالوا نعم لأبي بكر هم مسلمون..


والذين قالوا لا لأبي بكر هم مسلمون أيضا..


وهذه هى قصة الشيعة والسنة..


قال مبتهجا: إذن هذه هى حكايتهم..


قلت : بلى. ولكن هناك جزء باقى يتمم القصة..


وهو ان الذين انحازوا لأبي بكر هم الذين حكموا المسلمين وملكوا السلطة والنفوذ..


لكنهم لم يقبلوا أنصار علي وقاموا باضطهادهم والبطش بهم..


وهو ما ولد رد الفعل العدائي تجاه أبي بكر وأنصاره..


وبرر سبهم ولعنهم من قبل الشيعة..


وهذا هو سر العداوة بين الطرفين..


قال: وإيران..


قلت : عمالة الشيعة لإيران سواء في مصر أو غيرها شائعة أكثر من كونها حقيقة..


الشيعة في الحقيقة يتبعون مراجع ولا يتبعون دولا..


وانتم تتابعون بلا شك تصريحاتي للصحف وغيرها اننى أدعو لتشيع مصري خالص..


وارفض فكرة ولاية الفقيه والتي هى في الأساس فكرة إيرانية بحتة غير منتشرة في الوسط الشيعي حتى في إيران ذاتها..


والى هنا انتهى الحوار وعدت الى بيتي..





مع الشيعة في مصر (7)

إرسال تعليق

0 تعليقات