آخر الأخبار

مع الشيعة في مصر (7)









مع الشيعة في مصر (7)



صالح الوردانى



تمكنا من نشر العديد من الكتب عن طريق دار الهدف التي أسسناها بعد خروجنا من المعتقل منها :


المناظرات والعتب الجميل على أهل الجرح والتعديل. واسني المطالب في نجاة أبي طالب ودفاع عن القرآن للشيخ الجلالى. وترجمة الإمام الحسين من طبقات ابن سعد ثم عقائد الامامية للمظفر..


وكنت قد حذفت جملة من كتاب عقائد الامامية تقول: الراد على المجتهد كالراد على الله..


وهو ما أغضب البعض منى..


وواجهني احد المعممين الذين يديرون احد المراكز البحثية بقم حين كنت هناك وقال لى : هذا ليس قول المظفر هذه رواية..


وهو يقصد ان يقول لى انه مادام هذا النص رواية فيجب عليك ان تدين بها ولا ترفضها..


ولما غزا صدام الكويت فتحت الأبواب على مصارعها للناشرين ليصدروا ما شاؤا من كتب في صدام ..


وقد كان محظورا في السابق المساس به..


وحسب المثل المصري الشائع : أذا وقع العجل كثرت سكاكينه..


وقام أحد الناشرين بسرقة كتاب جرائم صدام الذي نشرناه عام 87 وغيرنا اسمه لجرائم البعث..


وأعاد نشره من جديد واسماه : امنعوا هذا الرجل من هدم الكعبة..



وباع منه كميات كبيرة للسعوديين وغيرهم..


واضطررت لرفع قضية ضده..


ولما سقط صدام قامت حملة وهابية جديدة ضد الشيعة كانت أكثر شدة وضراوة من تلك الحملة التي واكبت الحرب العراقية الإيرانية..


وكان ان تسابق الناشرون على إصدار الكتب المعادية للشيعة حيث كانت خزائن النفط مفتوحة لكل ناشر يسهم في هذه الحملة..


لكن خزائن الشيعة لم تفتح لصد هذه الحملة..


وصدرت العديد من الكتب التي كانت أكثر عمقاً وإلماماً بالتراث الشيعي من تلك المنشورات القديمة..



فقد عكف الوهابيين بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية على دراسة المذهب الشيعي..


ولاحظت إقبالهم على شراء أمهات الكتب الشيعية في معرض القاهرة للكتاب..


ومن بين تلك الكتب التى أصدروها في تلك الفترة :


خيانات الشيعة وأثرها في هزائم المسلمين..


حسن نصر الله خمينى العرب،والشيعة الرافضة الشر الذي أقترب..


فكر الخوارج والشيعة في ميزان أهل السنة والجماعة..


توضيح النبأ عن مؤسس الشيعة عبد الله بن سبأ..


الشيعة هم العدو فاحذرهم..


عداء الشيعة لأهل السنة..


تكفير الشيعة لعموم المسلمين..


وكتب مقدمة هذا الكتاب الأخير أحد رجال الأزهر صاحب كتاب:الجذور اليهودية للشيعة في كتاب علل الشرائع للصدوق..


وقد جمعت أهم هذه المنشورات وناقشتها في فصل خاص ضمن كتابي: الحق والحقيقة بين السنة والشيعة..


وبخصوص النشر في مصر أود أن أذكر حقيقة هامة غفل عنها الكثير وهى انه لا توجد رقابة على المطبوعات في مصر..


وحقيقة أخرى هى أن القانون المصري لا يجرم الفكر وعلى رأسه الفكر الشيعي..


ولم يحدث أن صادرت الحكومة أي مؤسسة ثقافية أو أغلفتها..


حتى دور النشر الإخوانية استمرت باقية ونشطة طوال عصر اللامبارك..


وما يحدث من مصادرات لبعض الكتب في مصر هو عمل غير قانوني وبمجرد اللجوء للقضاء يفرج عن الكتاب..


وعلى الرغم من اتهامي بالرشوة الدولية وان دارى تمول من الخارج ضمن قضية التنظيم الشيعي لم تصادر هذه الدار..


ولم يسحب منى الترخيص..


من هنا فجميع القضايا التى كان يصنعها جهاز الأمن ضد الشيعة كان مآلها للحفظ..


وأقصى مدة اعتقال للشيعة لم تتجاوز الستة شهور..


وعلى هذ الأساس نشرت العديد من الكتب التى كانت تتولى توزيعها اكبر مؤسسة توزيع حكومية في مصر وهى مؤسسة الأهرام..


والتي كانت تنشر لنا إعلانا مجانيا للكتاب في جريدة الأهرام..


وذلك مقابل عمولة نسبتها 35 % من سعر الكتاب..


وكانت كتبنا مميزة لدى المؤسسة لكونها تحقق مبيعات بينما كانت الكتب الأخرى لا تحقق شيئا..


وقد وزعت لنا مؤسسة الأهرام كتاب الإمام على سيف الله والسيف والطاغوت والمناظرات وأكاذيب الوهابية وفقه الاعتدال وغيرها من الكتب..


وكان الذين يقبلون على كتبنا هم الشيعة غير الظاهرين بالإضافة الى المثقفين والمعتدلين..


وفي رحلاتي الخارجية ولقاءاتي بالمراجع وأصحاب المؤسسات والفقهاء كنت أضع أمامهم هذه الحقيقة: أن الساحة المصرية ساحة مفتوحة..


والفرصة سانحة لتأسيس صروح ثقافية لنشر علوم أهل البيت..


وان الأولى ان يكون مكان هذه المراكز البحثية ودور النشر والتى تمول من قبل إيران والمرجعيات والتي تكتظ بها قم والنجف وكربلاء وبيروت هو مصر..


ولكن كما قال الشاعر:

لقد أسمعت لو ناديت حيا ** ولكن لا حياة لمن تنادي


وأريد ان أضيف للقارئ ان عدد دور النشر الوهابية في مصر لا يمكن إحصاؤه..


وان نسبتها تزيد على 80 ْ% من عدد دور النشر الأخرى..



وكنا تقف في مواجهتها بدار واحدة عرجاء..


وتجب الإشارة الى انه توجد بعض دور النشر الصوفية تقف في مواجهة الوهابية..


لكنها لا تشكل وزنا ولا خطرا على الوهابية..


وهذه الدور الوهابية تنشر عشرات الكتب سنويا بينما لم نكن نقدر على نشر خمسة عناوين في السنة..


وكان مجموع ما نشرناه طوال أكثر من ربع قرن هى عمر هذه الدار لا يزيد على ثلاثين عنوانا..


وهو ما دفعنى في النهاية الى إغلاقها..


وفي الوقت الذي توقفت فيه دار الهدف وأغلقت أبوابها اذ بي أرى العديد ممن ليس لهم اى باع في الكتابة والتأليف ينشرون كتبا عن أهل البيت عن طريق ناشرين علمانيين..


وهذه الكتب لم تكن بالمستوى المطلوب وكانت كتب نقلية ومجمعة وليست كتب بحثية ولا تحمل اى جديد..


وهى صورة مكررة من كتب أهل السنة في أهل البيت مثل: فضل آل البيت للمقريزي وإحياء الميت في فضائل أهل البيت للسيوطى وفضائل الحسنين وأمهما فاطمة لمحمد فؤاد عبد الباقي..


وعلمت ان هؤلاء لم يطبعوا هذه الكتب على نفقتهم فهم لا يملكون القدرة على طبع مثل هذه الكتب من الأصل وإنما هناك من مول طباعتها..


والتقيت يوما بأحد الشيعة العراقيين المقيمين في مصر بغرض العلاج..
وكان المرض قد جعله لا يقوى على المشي..


وقال لى انه معه حقوق مالية واستشارني في كيفية التصرف فيها..
فاقترحت عليه ان تستخدم هذه الحقوق في نشر الكتب..



وقلت له ان عندى دار نشر متوقفة..


وقدمت له نماذج من مطبوعاتها..


وقلت له تعالوا شاركونى فيها أو أديروها بأنفسكم..



ولم أره بعدها ولم اسمع منه جوابا..


وقبل ذلك كنت قد اتفقت مع مؤسسة الهدى الإيرانية التى تنشر كتبا بلغات عديدة ان أكون وكيلها في مصر..


ووقعنا عقدا بذلك لكن المدير الذى و قع معى العقد تم نقله ولم ينفذ العقد..



مع الشيعة في مصر(6)



إرسال تعليق

0 تعليقات