آخر الأخبار

مسلسل قصف القواعد العسكرية _ حلقات بلا نهاية...








مسلسل قصف القواعد العسكرية _ حلقات بلا نهاية...















سجاد الحسيني
١٣ آذار ٢٠٢٠




في عالم الفن والكتابة ، يحاول المخرج دائما، حبك الموضوع والسيناريو  من خلال، ترابط الأحداث، وتعقدها، ومن ثم إيجاد مخرج للازمة ، لتعطي إثارة ومتعة للمشاهد ،

يستمر مسلسل استهداف القواعد العسكرية  في العراق ، بين الحين والآخر ، وآخرها ، استهداف قاعدة التاجي ، التي تظم قوات عراقية ، إضافة إلى قوات أمريكية وبريطانية، فضلا عن المحاولات المتكررة ، لاستهداف سفارة الشر ، الأمريكية وسط بغداد ،

دوافع كثيرة تقف خلف قصف القواعد ، وربما جزء منها يشوبه الشك ، وعلامات الاستفهام ، ويرجح انه مفتعل ، كما في حادثة ، قاعدة K1  في كركوك ،

لكن الشيء الأهم من ذلك كله، هو ان هذا القصف يكلف العراقيين ، والمنطقة الكثير من الخسائر ، ويزيد المشهد ، السياسي والأمني ، تعقيدا وتأزما،

حكومة الدمى، الكارتونية ، في بغداد ،  لم تتمكن في ظل تخبطها ، ان تتخذ موقف، صريح وواضح، لا بشأن التواجد الأمريكي ؛ ولا أيضا، بحق الجهات التي تستهدف هذه المعسكرات بشكل متكرر ، دون اخذ اذن ومراعاة للمصلحة السياسية العراقية !! وراحت تتعامل بازدواجية، فاضحة، لم تقنع به المجتمع العراقي  الداخلي، فضلا عن المجتمع، الدولي والإقليمي!!



ومن صور التخبط الحكومي العراقي ؛ لم يمضي كثير من الوقت، على قرار  مجلس النواب العراقي، وتصويته ، على انسحاب القوات الأجنبية، من الأراضي العراقية، حتى وافقت حكومة عادل عبد المهدي على نشر "صواريخ الباتريود " الأمريكية في الأراضي العراقية ، بحجة حماية المصالح والقواعد الامريكية !!


وايضا ذات السيناريو ، في حكومة المالكي ، صوت مجلس النواب على اتفاقية الإطار الاستراتيجي، لتنظيم خروج القوات الأمريكية ،،، وبعد هذا التصويت بفترة، قدم وزير الخارجية "هوشير زيباري" طلب ببقاء القوات الأمريكية على الأراضي العراقية،



ولو قمنا بتحليل هذه الضربات وتكلمنا بلغة المنطق والأرقام ، فهي لم تشكل خطر كبير  على التواجد ، او قل المصالح الأمريكية، في العراق والمنطقة، ويعود السبب تارة إلى التحصينات الامنية المركزة ، والدقيقة جدا، واجهزة الطرد، والرادارات الذكية، التي تتواجد في السفارة ، وبقية القواعد العسكرية، اذ بامكانها تغير هدف الصاروخ، بعد استشعاره، قبل ان يصل الهدف بوقت مناسب للتصرف ، وهذا مايصرح به الامريكان والخبراء العسكريين على حد سواء،  فالجندي الأمريكي محصن بشكل كبير جدا داخل القواعد ،


والاهمية الاستراتيجية وفق الحسابات الأمريكية وأهمية ههيمنتها على هذه المنطقة تارة أخرى، هذه الاهداف وغيرها اهم بالنسبة للامريكان من جندين او ثلاثة يذهبون ضحية هذا القصف ،



التعامل مع القوات الأمريكية واخراجهم، يحتاج إلى سياسة متوازنة، تدار بحكمة، وحنكة، وكذلك تحتاج إلى إجماع وطني، وضمانات للشركاء ، داخل العملية السياسية ،  ومن ثم بناء مؤسسات رصينة ، يمكن الإعتماد عليها بشكل كبير ، وهذه العناصر للأسف مفقودة وغير متاحة في ظل هكذا وضع مربك ،


باعتقادي استمرار استهداف هذه القواعد بهذا الشكل سلبياته ومضاره ربما تكون اكثر من نفعه ، لاننا نعلم تماما، الوضع الاقتصادي، واسعار النفط، الذي يمثل عصب الاقتصاد العراقي ، والمورد الاساسي للبلد ، تقع تحت قبضة الأمريكان وحلفاؤهم سواء في "اوبك" او خارجها ، وكذلك قدرتها على تحريك الخلايا الارهابية باي وقت تشاء ،  مما يجعل البلد عرضة لهذه المخاطر ، وغيرها، وبالتالي يكون المتضرر الوحيد هو المواطن العراقي، فمن يروج ويفرح بهذه الضربات عليه ان يتحمل مسؤولية تدهور الاوضاع الامنية والاقتصادية هذا من جانب

 ومن جانب آخر ،
هذه الهجمات كثيرا ما وضعت الحكومة العراقية المتشضية، في مواقف حرجة وجعلتها في موقف لاتحسد عليه ، فهي من جانب ، لاتستطيع ردع او كبح جماح الجهات التي تقصف المعسكرات، ومن جانب اخر ، لاتريد خسارة الأمريكان كحليف حتى وان كان شكلي ، وبنفس الوقت تميل بشكل كبير للمحور المناوئ،


بهذا السيناريو ، الذي تزداد مشاهده تعقيدا ، وتفاقما للأحداث، لانرى بالافق مخرج  لهذا المسلسل ، ويبقى المشاهد، والمتفرج، بانتظار الحلقة الاخيرة، بمزيد من الخوف، والهلع، والنكوص، والدمار ، والصبر ، على جميع الأصعدة والمستويات.

إرسال تعليق

0 تعليقات