شيرين حسين
عندما تم توقيع اتفاقية السلام بين السادات وإسرائيل ….بدأ تفكيك أوصال
الدولة المصرية.
وإعادة تشكيل المنظومة الاقتصادية والاجتماعية وساهم ذلك في إعادة تشكيل
المنظومة السياسية للوطن المصري ….
الأخطر كان إعادة تشكيل القوي الاقتصادية في المجتمع وذلك بالتسريع بانهيار
الأصول الوطنية من ممتلكات الشعب (القطاع العام ) وبناء اقتصاد بديل يكون مرتبطا
بالولايات المتحدة وأيضا بالرأسمالية العالمية وذلك عبر المساعدات الأمريكية لا
شخاص بعينهم ولعائلات بذاتها وبدأ بالفعل في إرساء طبقة مرتبطة بالخارج (طبقة
رأسمالية كومبردورية ) وليس خافيا عن كل القوي الوطنية الأسماء التي نالت الحظ
الاوفي من المساعدات الأمريكية المرموز لها بالحروف AID وان كان يجب ان يضاف لها حرف (ٍS) لأنها لاتختلف عن مرض نقص المناعة بيولوجيا
(الايدز ) لانها بالفعل كانت (الايدز ) للكيان الوطني المصري ….
كان لابد من المساندة لبناء هذا الكيان العميل فكريا وثقافيا …بدأ الالتفاف
علي الثوابت الوطنية والعقائدية ….علت الأصوات بان مصر لابد ان تقطع علاقاتها
بالمحيط الحيوي العربي من حولها …ولابد لها من ان تستبدل ثوابتها في النظر للأمن
القومي …ربما كانت الصخرة الصامدة الوحيدة في ذلك كله المؤسسة العسكرية لظروف حظ
مصر ونظرة النظام الي أمنه الشخصي ….
لتجاح ذلك كان لابد من إقامة إعلام (كومبردوري )…وأحزاب يتم تطعيمها بأشخاص
لا ولاء لهم الا للطبقة الرأسمالية الجديدة ….وعندما انتهي دور السادات تم قتله
واستبداله بمرشح النظام الجديد مبارك ….سبق اغتيال السادات بايام رحلة لمبارك الي
الولايات المتحدة …التقي فيها بالدكتور علي التريكي وزير الخارجية الليبي السابق
كان من المدهش ان مبارك كان يقول للتريكي انه ناصري وقد كان انطباع التريكي عنه
سيئا …
لم تكن ولاية مبارك صدفة ولكنها كانت إعدادا لكل ماترونه من حولنا ….إسرائيل
كانت قد جاهرت بالأعداد لا قامة دولة دينية يهودية لامكان فيها الا لليهود ….وجاهرت
كذلك بان لابد من تقسيم الدول المحيطة الي دويلات دينية وعرقية حتي تضمن أمنها وإقامة
الدولة اليهودية .
كان الظهير الاجتماعي للطبقة الرأسمالية الكومبردورية هي ما يسمي بمنظمات
المجتمع المدني وقد بدأ ارساء معالمها بربط أشخاصها من المؤسسين بمنظمات أمريكية
وغربية تعمل مباشرة لصالح الاستخبارات الغربية والامريكية وقد تضافرت جهود العميل
المفضل لتلك الاجهزة (الإخوان ) مع جهود تلك المنظمات وتداخل الإخوان كذلك في
شراكة مع الطبقة الرأسماية المصرية الجديدة (الكومبردورية ) وكان السادات قد سمح للإخوان
بالعمل وأفرج عنهم وكان الإخوان قد قاموا من قبل ومن بعد بتنمية إمبراطوريتهم
الرأسملية والتي بلغت قبل يناير 2016 حوالي 40 مليار دولاروذلك عام 2008 ….
كان لابد بجانب الظهير الاجتماعي (منظمات المجتمع المدني ) من ظهير إعلامي
وثقافي وقد بدأ الأمر بصرعة الجرائد الخاصة والقنوات الخاصة وشراء العديد من الأقلام
وكان ذلك متوازيا مع تدخل المخابرات الأمريكية التي خصصت بعد سقوط العراق مبالغ
مليونية للإعلام العربي بل وانشأت قنوات موازية للجزيرة مثل قنوات (الحرة وسوا) وغيرهما
…..
ولم تنسي القوي المعادية دور الموروث الثقافي الديني …..أغدقت الأموال علي
جمعيات مشبوهة وتم اختراق المؤسسات الدينية وتم العبث بالمناهج التعليمية وكان ذلك
كله لإرساء المجموعات السلفية بجانب الإخوان .
الوضع الآن في مصر هو إننا أمام شبه دولة بالداخل المصري …….
طبقة رأسمالية كومبردورية (مرتبط مصالحها بامريكا ) وظهير اجتماعي متمثل في
عملاء في معظم منظمات المجتمع المدني وظهير إعلامي وثقافي يمثله تسلط الطبقة
الكومبردورية وملكيتها للقنوات والصحف ….مع شبه نظام حزبي لا يخلو من المتسللين ……
ان صمود مصر والقوي الوطنية حتي اللحظة ومجابهتها لكل هذا قد يكون مدعاة
للدهشة …لكن مصر كانت طوال تاريخها تملك من المخزون الحضاري ما يجعلها تستعيد
عافيتها بعد كل انكسار ولابد من تضافر القوي الوطنية الثورية بداية من تطهير
صفوفها شاملة القوي السياسية والإعلام والأزهر ……
لابد من حزب ثوري يقود الجماهير ولايمكن للامر ان يعول علي أفراد … وقيادة
وطنية ….لست متشائما …..ولكنني لا ادعي التفاؤل ………...
26 مارس 2017
0 تعليقات