الصين.. التنين الشرير
عز الدين البغدادي
ربما كان في بالي أن
أكتب عن هذا الموضوع منذ سنتين، لكن توقعت أن كثيرا من الناس لن يتحسسوا رأيي أو
يقبلوه، أو سيبدو غريبا شاذا.
الصين التي طالما أثارت
إعجابنا بتطورها السريع والمبهر، لأن الدولة التي تمتلك قدرة تكنولوجية عالية جدا،
والتي ليس لها تاريخ استعماري لا سيما مع بلادنا ومنطقتنا.. الا ان الصين الحديثة
برأيي تمثل مشكلة حقيقية، فهذه الدولة أثرت عوامل في تكوينها من نظرية الطاعة الأسيوية
التي لا تؤمن كثيرا بفكرة الديمقراطية من أبسط اجتماع بشري (الأسرة) إلى الدولة،
الى ذلك نظامها الشيوعي الذي يرتكز على المركزية الشديدة، ومع فلسفة الذكاء
الصناعي التي تجعل الأشياء تتحرك وفق قواعد منطقية ورياضية لا دخل للعاطفة أو
اختلاف النظر فيها.
الصين دولة صناعية
كبرى، إلا أنها تختلف عن المنظومة الغربية في كونها تفتقر للأسس الأخلاقية في
عملها وتحركها، قد تسأل: وهل توجد منظومة أخلاقية عند الغرب؟ فأقول: نعم، وفي أدنى
حد يستعملونها في داخل حدوهم أما خارجهما فالأمر ليس ضروريا تماما. الصين لا تعترف
بأي قيم أخلاقية ولا معاهدات ولا حماية فكرية، لذا فإن فلسفتها في الصناعة قامت
على أساس تقليد نماذج مصنوعة مسبقة، دون التزام بأي قواعد قانونية أو أخلاقية.
الفرق بين الحضارة
الغربية والصين هو أن أوربا تطورت التكنولوجيا فيها مع تقدم كبير في الفلسفة
والفنون، وهو ما ساهم بتلطيف الشخصية الأوربية، وتنمية قدراتها العقلية والنفسية. بخلاف
الصين الذي كان تقدمها يرتكز على التكنولوجيا فقط دون فلسفة.
كما إن التطور
الأوربي جرى على مراحل ولعدة قرون، بينما لم يحصل هذا في الصين التي كانت تتقدم
بسرعة جعلتها غير قادرة على قراءة التطور وفق رؤية حضارية ثقافية لأنها أساسا غير
متوفرة فيها أو غير مسموعة فيها.
المرعب في النموذج
الصيني أيضا أنه وبخلاف النظرية الغربية لا يؤمن بالإعلام، إنها تعمل بصمت كما لو
كانت هذه الدولة تمثل جهازا مخابراتيا لا يمكن بسهولة أن تطلع على أجنداته.
يعرف عن الصين بأنّها
تتميز بوجود سجون سوداء، وتعامل قاس جدا بل مرعب جدا مع اي معارض، بل حتى مع
المجرميين العاديين، لا مكان للرحمة في فلسفة الحكم في الصين فالإنسان عندهم رقم..
مجرد رقم.
في الفترة الأخيرة
بدأت بالتوسع، فصار لها قاعدة عسكرية في منطقة مهمة في إفريقيا في حيبوتي، واستولت
او تكاد على ميناء مومباسا في كينيا، وهي تحاول التوسع في مناطق أخرى.
وهي تحاول عن طريق
الاتفاقية (غير المفهومة) التي عقدتها مع حكومة عادل عبد المهدي استغلال وضع
العراق للسيطرة على إمكانياته.
الصين دولة
استعمارية، وحقيقة فأنا لا زلت أشك ولا أقول أتبنى بأن مختبراتها وراء تطوير وباء
كرونا، فالبشرية شهدت الكثير من الأوبئة، وانتصرت الجهود العلمية والطبية عليها،
لكن اليوم تقف البشرية أمام خطر ليس كبيرا فقط، وإنما مريب أيضا لا يكفي افتراض
أنّ ما حصل هو مجرد تحولات في بنية الفايروس جعلت أكثر فتكا وأكثر قدرة على مقاومة
العلاج.
برأي وباختصار… أن
الصين هي مغول العصر
0 تعليقات