سجاد الحسيني
في رسالة واضحة وصريحة وجهتها واشنطن لحكومة بغداد ،
مضمونها اقتصار مدة الاستثناءات
لشهر باستيراد الطاقة من إيران ،
طبعا لهذا التلويح دوافع كثيرة وهي ورقة ضغط قد يستخدمها الأمريكان في حال
أصرت القوى السياسية على بقاء حكومة الغائب الحاضر "عادل عبد المهدي" وعدم
تمرير حكومة الزرفي أو أي شخص آخر ترتضيه الولايات المتحدة ،
أوراق كثيرة يمكن للإدارة الأميركية أن تستخدمها في حال إصرار القوى العراقية ((الشيعية)) السير عكس اتجاه
السياسية الأمريكية في المنطقة ،
ومن بين هذه الأوراق قد تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية الى فرض عقوبات
اقتصادية على العراق الذي يعاني أصلا من عجز كبير في موازنته خصوصا في ظل استمرار
انخفاض أسعار النفط ،
كذلك قضية قتل المتظاهرين وإمكانية نقل الملف إلى المحاكم الدولية المختصة،
فضلا عن استهداف مقار وربما قيادات لبعض الفصائل المسلحة، باعتبارها تشكل خطر على
حياة قوات التحالف الدولي في العراق ، على حد وصفهم ،
بما أن الأمور وصلت إلى مرحلة إن لم تكن معي فأنت عدوي ، أصبح الموقف
الحكومي العراقي الذي يعاني هو الأخر من الانقسام والتشظي في حرج شديد بعد ان وضع
المتصدين، البلد في هذه الزاوية الضيقة ،
وعلى العراق ان يختار إما أن يذهب مع ما تطمح إليه الولايات المتحدة
الأمريكية أو يستعد للعقوبات وربما إثارة بعض الفتن والأزمات الجديدة فضلا عن
استخدام ورقة الإرهاب مرة أخرى،
إلا إذا استطاعت الحكومة والقوى السياسية ، بناء نظام سياسي،ومؤسسات رصينة ، واقتصاد قوي ، يمكنها أن
تواجه به هذه التحديات الحقيقية، واعتقد هذا مستبعد في الوقت الحالي على اقل تقدير
.
٢٧ آذار ٢٠٢٠
0 تعليقات