بقلم / متابع من العراق
التاريخ كلمة لها من التأثير ما يفوق الخيال ولهذا كانت ولا زالت ماكنات
البحث التاريخي والإعلام تركز على قلب
الحقائق التاريخية بأسلوب يخفي الحقيقة بل جعلها بعيدة كل البعد عن كونها احتمال أو
فرضية تجانب الحقيقية ولو بالشيء القليل تمهيدا لإلغائها نهائيا من أروقة العلم
والتحليل العلمي، كل ذلك يتم عبر مفاهيم
ومصطلحات مشبعة بالوهم تسللت لمجتمعاتنا الإسلامية
دون أن تمتلك أي أصل أو رصيد تاريخي بحقيقتها كل ذلك .
ساهم بشكل أو بآخر بعملية غزو منظم للإرث الحضاري الذي نمتلكه من اجل
الاحتواء والسيطرة على كل جوانب الحياة الاجتماعية والفكرية والسياسية، والغريب في
الأمر أن هناك بعض الديانات مثل المسيحية كان لها حيز من المعرفة والفكر والثقافة،
ولكن بقاء هذا الحيز كان مرهون بالأرض
التي نشأ عليها ومتى ما تم نكران الأرض ضاعت جوانب المعرفة والفكر.
ويبقى السؤال من المسؤول عن هذا
الضياع ولماذا ؟ .
إذا أردنا الإجابة عن المسؤول فلا نعدو السلطات والكهنة وأقلام السلطة
وغيرهم الكثير من مؤسسات ومراكز بحث ...الخ .
إن تطويع الناس والتأثير في معتقداتهم وتحديد أطرهم الثقافية والفكرية يبقى
الشغل الشاغل لمن ذكرنا آنفا وان لعملية التطويع والتدجين أدوات كثر واهما التلاعب
بالتاريخ باتجاه يصب في مصلحة الغير عن طريق خلق رأي عام بخلفية تاريخية مزيفة وعن
طريق التشكيك تجعل من الأشخاص تفقد الثقة بإرثهم الحضاري والفكري وربما كان احد الأسباب
الرئيسية لهذا الأمر هو التلقين أو الاكتفاء بالتلقين فقط دون القراءة والمتابعة
والرجوع الى العلماء والمختصين .
وبعد هذه الإشارة البسيطة ...
ارغب بالتعرض لموضوع غاية في الأهمية تناوله كاتب وباحث إسلامي هو فضيلة
الشيخ عبد الهادي الزيدي وكما هو معروف لمن يتابع ويطالع الانتاجات الفكرية
والثقافية في التنقيب عن الحقائق وكشف
الغموض عنها إضافة إلى وضع النصوص التاريخية في سياقها التاريخي الحقيقي بأسلوب
علمي مستند على قاعدة تاريخية صلبة فالشيخ الزيدي تطرق الى عدة مواضيع مهمة
تناولها في سلسلة محاضرات بعنوان (معاً لتصحيح المفاهيم )ومن ضمنها الأبعاد
العقائدية في شخصية الفرد العراقي منذ نشوء الحضارة .
إن كثير من الحوادث التي تناقلها التاريخ لم تكن معروض بشكل منصف تفتقر
للموضوعية وبصورة غامضة حاول الزيدي إعادة
طريقة عرضها بقراءة تاريخية واعية بمساعدة علوم أخرى (اجتماعية ,لغوية, اثارية )حتى
تكون هناك صورة واضحة وشاملة يستطيع من خلالها المتابع ربط الأحداث مع بعضها البعض
للوصول الى النتيجة التي من شانها تغيير كثير من المفاهيم .
0 تعليقات