آخر الأخبار

واشنطن تحرق محمد علاوي .. ما السبيل لإحباط خطة الانقلاب الأميركية؟







واشنطن تحرق محمد علاوي ..

ما السبيل لإحباط خطة الانقلاب الأميركية؟



محمد كاظم خضير
كاتب ومحلل سياسي




واشنطن تحرق محمد توفيق .. ما السبيل لإحباط خطة الانقلاب الأميركية؟ – مجدّداً أقدم الأكراد وألسنة ، على حرق اسم جديد اتفق عليه لتأليف حكومة تكنو_سياسية، هو محمد علاوي ، لينضمّ إلى من سبقه في التسمية والتراجع عنها، وهما أسعد العيداني … ومجدّداً تعود المشاورات للخروج من أزمة تشكيل الحكومة إلى نقطة الصفر..

ما جرى كان لم يكن مفاجئاً للجميع لأنّ اعتذار علاوي جاء عشية تصويت علئ الكابينة التي كانت مقرّرة اليوم الاثنين ، وذلك على اثر اجتماعه مع الكتل الكردية والسنية الذين أبلغوا علاوي انهم يرفضوا تمرير الكابينة الحكومة ، وقد فهم محمد توفيق الرسالة وسارع إلى إعلان اعتذاره… هذا يعني، كما قلنا في مقال يوم السبت، انّ الكتل السنية والكردية غير موافق على تشكيل حكومة تكنو سياسية، وهو ترك الأمور حتى اللحظة الأخيرة لإحباط وإجهاض الاتفاق بشأنها، لانه لو كان فعلاً موافقاً على ذلك لكان هو من قبل بتشكيلها، ولكان حصل مسبقاً على موافقة واشنطن التي وضعت شرطان:

1.      قبول الرئيس المكلف وبقية الأطراف المكوّنة للحكومة بقاء القوات الأمريكية.

2وتكون برئاسة شخصية موثوقة من الولايات المتحدة الرئيس المكلف او غيره، ولا تتمثل فيها لقوة الحشد الشعبي ، والهدف طبعاً إقصاء تحالف الفتح وحلفائه عن السلطة التنفيذية، كما أعلن بوضوح قبل أيام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.


ولأنّ هذه هي الشروط الأمريكية ، فقد أعلن الأكراد صراحة انه لن تشكل إلا حكومة من هذا النوع شروط.. ولهذا يقوم بتعطيل تشكيل ايّ حكومة مخالفة لذلك ويعمل على رفع الغطاء عن أيّ اسم يتمّ التوافق عليه ويحرق الأسماء التي يتمّ ترشيحها بموافقته.. في سياق تكتيك يستهدف المماطلة والتسويف ومفاقمة الأزمة السياسية وتوظيف الأزمات وما تسبّبه من ازدياد في حدة المعاناة المعيشية للمواطنين للضغط على تحالف الفتح و سائرون لجعلهم يرضخون لشروطه المذكورة آنفاً..

ولأنّ هذه هي النتيجة التي أفضت إلى حرق محمد توفيق علاوي ، وعدم توافر اتفاق على تشكيل حكومة تكنو سياسية، أقدم الرئيس مكلف على الاعتذار من تأليف الكابينة التي كانت مقرّرة اليوم ..

هذا يعني أن الأزمة مستمرة ومفتوحة، في ظلّ عدم رغبة الكتل الفتح وسأئرون الذي يملك الأكثرية النيابية، تسمية شخصية منه لتأليف الحكومة، لتجنّب اندفاع الأمور نحو المواجهة والانقسام في ظلّ توجه أميركي لفرض الحصار الخانق على العراق وعزله وتدمير لمنع الحكومة من الحكم وإفشالها عبر الشارع الغاضب من تفاقم الأزمات والانهيار المتزايد في القدرة الشرائية..

لكن في المقابل فإنّ الخطة الأميركية التي تعمل على تعطيل ايّ حكومة لا تنسجم مع الشروط الأميركية، يقود يومياً إلى تفاقم في الأزمة ودفع البلاد يوماً بعد الآخر نحو مزيد من الانهيار الدولة ..

لأنه مع كلّ يوم تستمرّ فيه الأزمة وحالة الشلل الحكومي وغياب الحكومة التي تستطيع أخذ القرارات، تتكبّد البلاد خسائر كبيرة وترتفع معها فاتورة معالجة الأزمة .. كل ذلك يقود بدوره إلى زيادة حدة معاناة الناس الاقتصادية والمعيشية، وهذا ما تراهن عليه واشنطن والأطراف التابعة لها لأجل دفع الناس للنزول إلى الشارع احتجاجاً على تدهور أوضاعها المعيشية…

هذا المسار للأزمة يطرح على الفريق الوطني تحدياً كبيراً، يتطلب مواجهته بخطة مضادة تحبط هذه الخطة الأميركية الانقلابية لتغيير المعادلة السياسية من خلال السيطرة على السلطة التنفيذية من قبل الأطراف التي تدور في فلك سياسة واشنطن.. لأنّ انتظار موافقة الكتل الكردية والسنية على تشكيل حكومة تكنو سياسية لن يفضي إلى نتيجة، وما حصل حتى اليوم يؤكد ذلك، ويدلّل على أنه من العبث الرهان على تراجع الكرد وألسنة عن موقفه، لأنه مرتبط بالموقف الأميركي..وسيكون خيار الانتقال من حالة الانتظار، والدفاع السلبي، لإحباط المخطط الأميركي لاستغلال أزمات العراقي لأحداث الانقلاب على السلطة السياسية، الى حالة الدفاع الايجابي او الهجوم الإيجابي هو السبيل الذي لا بدّ منه، مع الأخذ بالاعتبار حجم التحدي الذي سيترتب على مثل هذا الخيار، لكن بالإمكان تجاوز هذا التحدي وإحباط محاولات عزل العراق من خلال تشكيل حكومة وطنية سيادية تحزم أمرها في الاتجاه شرقاً وتنويع خيارات العراق لا سيما انّ العديد من الدول الصاعدة اقتصادياً وتملك إمكانيات وقدرات مالية واقتصادية وخبرات وتقنيات متطورة مثل الصين وروسيا وإيران وغيرها من الدول المناهضة للهيمنة الأميركية، قد أبدت الاستعداد لمساعدة العراق في حلّ أزماته الخدماتية وتطوير بناه التحتية، وحلّ أزمة النازحين، لكن كلّ ذلك لا يحتاج سوى إلى قرار سياسي حكومي.. يكسر الحظر الأمريكي الذي منع العراق طوال السنوات الماضية من سلوك هذا الخيار لحلّ أزماته…

إرسال تعليق

0 تعليقات