مع السودان لنا حديث
مجدى شعبان
شخصياً لم أتفاجأ بموقف السودان“المتحفّظ” على قرار وزراء الخارجية العرب بدعم
موقفي مِصر والسودان تجاه سد النهضة الإثيوبي....
ولم أتفاجأ بتصريح وزيرة خارجية السودان :
"بناء سد النهضة يصب فى مصلحة السودان.. وأمطارنا تكفينا ..وإثيوبيا
دولة صديقة..!
لأن التوجهات الجديدة تسعي لفك ارتباط السودان تدريجيا بالهوية العربية
لصالح الهوية الإفريقية تحت ذريعة تقديم المصالح السودانية المائية كانت أو الاقتصادية
علي أي قيم وروابط عربية أو إسلامية.
كان هذا التحول واضحًا من خلال اتخاذ الحكم الجديد قراراً بالوقوف على “الحِياد”
فيما يتعلّق بالأخطار التي يُشكلها سد النهضة الإثيوبي على مِصر والسودان دولتي
المصَب والممر، ورفض التّوقيع.
مِثل مِصر بالأحرف الأُولى على الإتفاق النهائي في واشنطن وهو الموقف الذي
صب في خدمة الرفض الإثيوبي لهذا الاتفاق ثم الانسِحاب.
يُجادل الكثير من أهلنا في السودان بأن السد سيقدم خدمات لبلدهم و يجب أن
يعطي الأولوية القُصوى لمصالحه وشعبه بعيدًا عن الشعارات “القديمة المُستَهلكة” حول
الوحدة الإسلامية، أو القومية العربية، ويُوجِّه هؤلاء انتِقادات عديدة لمِصر
تتمحور حول سيطرة القوّات المِصرية على مثلث حلايب وشلاتين المُتنازع عليه بين
البلدين لتبرير السّياسات الجديدة.
نرد عليهم بأن مشاكل السودان الاقتصاديّة لم تكن بسبب انتِمائه العربي أو
الإسلامي، أو الخِلاف على مثلث حلايب مع مِصر، وإنما بسبب فساد حكوماته، واستِبداد
الديكتاتوريات، وغِياب الحُكم الرشيد، والأمّة العربيّة وقفت مع السودان في جميع
أزماته، ودعمت مجهوده العسكريّ لمنع انفصال الجنوب وإقليم دارفور، واستوعبت أسواق
العمل الخليجيّة ملايين السودانيين، ومن منطَلق الأخوّة العربيّة والإسلاميّة، وما
زالت، ومهما قدّمت إثيوبيا من خدمات فإنّها لن تُقدِّم أعشار ما قدّمه العرب
للسودان.
هروب الحكم الجديد في السودان إلى إثيوبيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي لن
يُؤدِّي إلى حلِّ مشاكل السودان الاقتصاديّة.
مِصر تَقِف على حافة الحرب مع إثيوبيا للحِفاظ على حصتها المشروعة من مِياه
النيل، الأمر الذي يحتم على جميع العرب والمسلمين الوقوف في خندقها ...
أشك في أي موقف عربي قوي مساند لمصر ..علي العكس من ذلك يتم استقبال رئيس وزراء
أثيوبيا بكل حفاوة ويتلقي المليارات علي شكل قروض ومساعدات ومنهم من يساهم بتمويل
بناء السد ولم نسمع تصريح عربي من أي شقيق"عدو" يدعم موقف مصر.
المشكلة أراها في موقف رخو من مصر تجاه الجميع ..عرب وأحباش لو لم تتخذ مصر
خطوات جادة لردع الآخرين فلنتهيأ لمزيد من التطاول والتجاوز في حق "أم الدنيا"
كما نناديها ...
0 تعليقات