هادي جلو مرعي
منذ مايزيد على 1400 عام والمسلمون يصومون ثلاثين يوما مفروضة، وقد دونت
تفاصيل هذه الفريضة بكتب المسلمين، والأعذار التي تتيح للمسلم التحلل من الفريضة
في حال المرض، أو السفر، وحتى في حال العصيان، والتمرد، والإفطار المتعمد، وسواها
من تعاليم كثيرة.
الذين يصومون شهر رمضان هم الذين بلغوا السن الشرعية، وهي خمسة عشر عاما
للذكور، والتاسعة للإناث، ويجوز للمسلم المميز غير البالغ الصوم، ويثاب عليه،
وهناك الكثير من الناس من يتجاهل الفريضة لأسباب مرتبطة بضعف الإيمان والعصيان،
ومنهم من يعتذر بالمرض، وضعف البدن، وهناك من يترك الفرائض كالصلاة، لكنه يؤديها
في رمضان مع الصوم، ويسمون عند العوام( عباد رمضان) أي الذين يتعبدون الى الله في
شهر رمضان، بينما ينسلخون عن ذلك في بقية الشهور.
يلتجأ الناس الى الغيب عند نزول الخطر، وحدوث كوارث في الطبيعة، وظواهر
كالكسوف والخسوف، وعند إنتشار الأوبئة والأمراض المعدية، حتى إن فئات من المسيحيين
في العصور الوسطى، ومع إنتشار الطاعون في أوربا كانوا يجوبون المدن والقرى،
ويحملون السياط يجلدون بها ظهورهم تكفيرا وتوبة، وشعورا بالذنب في حضرة الله، وقد
فعل مسلمون كثر هذه الأيام مايشبه ذلك من التضرع، والخروج بمسيرات بكائية، وبرفع
أصواتهم بالتهليل والتكبير، وطلب المغفرة من الرب، ليرفع عنهم البلاء، مع إنتشار
فيروس كورونا في عديد البلدان حول العالم.
ستحدث المفاجاة في شهر رمضان من العام الجاري 2020 حيث سيصوم أكبر عدد من
المسلمين لامثيل له منذ إعلان النبي العظيم دعوته في حواري مكة، والسبب إن الهلع
والخشية من الموت، ونهاية الحياة تطبع أفكار ومشاعر المسلمين الذين سيستثمرون شهر
رمضان للتقرب الى الله طلبا للنجاة، ورفع البلاء، كما سيتم إستهلاك أكبر كمية من
العدس والرز والخبز واللحوم والعصائر المعروفة لدى العامة في كل عام، ولكن هذا
العام مختلف لأنه عام كورونا، وسيتم رفع الدعاء والصلاة بشكل لاسابق له في تاريخ
الإسلام، والسبب إضافة الى الخوف من الوباء هو إن المسلمين يعيشون أخطر مرحلة
تاريخية، مع الزيادة الهائلة في أعدادهم، ومع تزامن ذلك مع تفشي كورونا القاتل.
0 تعليقات