انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق ، مالهُ وما عليه..
سجاد الحسيني
ماذا يضمر الشيطان من نوايا قبل ان يغادر وكره المشؤوم..؟ لجأ الأمريكان
إلى استخدام "الحرب النفسية والإشاعة" بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وأخرها
مزاعم الانقلاب العسكري المرتقب!! بالتزامن مع مهلة تشكيل حكومة "الزرفي"
المرضية لديهم ،
أما المعطيات تؤشر ان هناك خطر محدق يلوح بالافق، بعد الأحداث المتسارعة
الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية، هناك خطط وأفكار مريبة تدور في رأس الشر
العالمي، الشيطان الأكبر ، توزعت هذه الخطط بين الحقائق والإشاعات كون الأرضية
خصبة لاي تصرف سياسي وعسكري من شأنه تصفية الحساب او يرى فيه المتصارعون مصلحة ما،
في الأيام القلية الماضية قام الامريكان وبعض قوات التحالف الدولي في
العراق بتسليم القواعد العسكرية، وسحب الجنود من بغداد وبعض المحافظات، بإتجاه
اقليم كوردستان، الملاذ الأمن للشرق والغرب معا، تبريرات "بومبيو" بشأن الانسحاب
لم تأتي عن فراغ، وإنما هي رسالة وبداية لتفيذ مايدور في رأس الأمريكان من مرحلة
وأساليب جديدة ، قد تُتبع مع بغداد ، وأهمها الكلام عن استهداف قادة وزعماء فصائل
المقاومة في العراق بعد فشل الأمريكان بإقناع الحكومة العراقية من اعتقال بعضهم ،
بتهمة تمويل الحرس الثوري خصوصا بعد الحصار الاقتصادي المجحف المفروض على إيران،
وتهديد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة،
يبقى السؤال الأهم لماذا الانسحاب المفاجأة وتسليم القواعد للقوات العراقية
بهذا الوقت تحديداً .؟ بالمنطق العسكري يمكن ان نقول، نقطة ضعف الأمريكان في
العراق هم جنودها المتواجدين، في القواعد العسكرية ومعداتها العسكرية والأمنية
ومنشآتها الأخرى التي تنالها صواريخ الفصائل المسلحة بين الحين وآلاخر ،
فعمدت واشنطن إلى "تجفيف وغلق" هذا الهدف المهم والذي يعتبر لقمة
سائغة للفصائل ، ليكون جنودها في مأمن من صواريخ الكاتيوشا المستمرة ، وهذا يعني
ان هناك شيء ما يحوكه الشيطان ، وربما موضوع الاغتيالات ليس ضرب من الخيال ، أو أسلوب
من أساليب الحرب النفسية، إنما هو خيار حقيقي مطروح،
ان بقيت الأمور تسير عكس ماتشتهيه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، وأهمها
تمرير "حكومة الزرفي" والإلتزام بالعقوبات المفروضة على إيران ، وكأن
الشيطان عمد إلى قلع نابه حتى لايناله الآخرون ، وبنفس الوقت أخفى مخالبه الجارحة
ليتمكن من الظفر بفريسته العنيدة ذات اللحم المر .
٢٨ آذار ٢٠٢٠
0 تعليقات