آخر الأخبار

المسألة المقلقة










المسألة المقلقة




علي الأصولي


من تتبع النصائح والمواعظ الإرشادية التي أطلقها الشهيد الصدر الأول أيام أزمته في النجف الاشرف التي ما فتات من الشكوى والتشكي من المحسوبين على الدين وأهله، وقد نبه على ذلك حينما قال بما مضمونه ملئوا عقولهم بالعلم ولكن لم يهتموا لضمائرهم !


ونفس هذه الشكوى كانت حاضرة عند تلميذه الشهيد الثاني غير أنه حاول تلافيها بمواعظة وللقاءاته وتوصياته ومع كل ذلك فهو تأسف على بعض النماذج التي لم تكن بما يليق وقد وبخ بعضهم قبيل استشهاده بدرس الفقه الخارج آنذاك حتى وصف بعضهم ممن دخل الحوزة ومن يخرج منها ( كالحيوان ).



نعم الجانب الأخلاقي والوعظي مطلوب جدا لتهذيب النفوس وبناء الشخصية نحو التكامل الأخلاقي بجانب التكامل العلمي ليتم النصاب،
وهنا أترككم مع قصة منقولة وهي صالحة وما نحن فيه ومبينة ان هذه المسألة المقلقة كانت حاضرة عند بعض أرباب الحوزة في العهود المنصرمة، ينقل عن آية الله السيد رضي الشيرازي حفيد المجدد الشيرازي الكبير صاحب ثورة التبغ المعروفة سنة ( 1891م ) قال :

ذهبت لعيادة المرحوم الشيخ مرتضى الحائري فنقل لي عن المرحوم ريحان الله الكلبايكاني ( رحمهما الله تعالى ) قوله : إني سافرت من النجف الأشرف إلى مدينة سامراء حيث كان يقيم فيها المجدد الشيرازي الكبير فحضرت دروسه أياما وذات يوم كنت أمشي معه على شاطئ النهر فسألني : كيف وجدت درسي؟


فقلت : في رأيي أن دروس حوزة النجف أفضل علميا


فقال المجدد : إبقَ أياما أخرى حتى أنهي بحثي حول الموضوع الذي أبحث فيه،


فقبلت طلبه وأخذت أحضر دروسه حتى عاد لي يوما يسألني : والآن ما رأيك في الدروس ؟


قلت : إن الفرق بين دروسكم ودروس حوزة النجف شاسع جدا , إن دروسكم تربي الإنسان فالمطلوب في الدرجة الأولى هو التزكية والتربية ثم السعة العلمية كما هو رسالة الأنبياء.

إرسال تعليق

0 تعليقات