المدرسة الصدرية
وفصلها المقوم
علي الأصولي
يبدو لي بأن بعض الطبقات والشرائح الصدرية بالمعنى الأعم - وأعني بالمدرسة
الصدرية الأم المتمثلة بالسيد الشهيد الصدر الأول - لا يفرقون بين الفصل المقوم
بلحاظ المدرسة العلمية وبلحاظ العمل الاجتماعي،
والصحيح أن ينظر إلى كل من هذين الفصلين على حده حتى لا يقع أحدهم بالمحذور
والتوهم وخلط الأوراق، وبالتالي محاكمة هذا الكاتب أو ذاك بأشياء ما أنزل الله بها
من سلطان،
بناء على مسبقات واقعها نفسية أكثر من كونها علمية،
نعم إن كان النظر للمدرسة الأم بلحاظ الجانب العلمي الصرف فلا يسعنا القول
إلا ما قررناه سابقا وهو أن الفصل المقوم للمدرسة الصدرية علم الأصول حصرا، بل يمكن القول أكثر من ذلك، وهو علم الأصول وفق
آراء ونظريات وأفكار وإبداعات الشهيد الصدر الأول فقط وفقط،
وإما إذا كان النظر للمدرسة الأم بلحاظ الجانب الاجتماعي الصرف بدون أي
لحاظ علمي، فيمكن القول أن فصلها المقوم هو العمل الاجتماعي الميداني القريب من
الشارع وتطلعاته الاجتماعية والسياسية وما تفرضه الظروف الموضوعية،
وعلى اي حال للآخر الحرية التامة والكاملة في اختيار اي الطريقين وسلوكهما
في سبيل تحقيق التقارب من المدرسة الأم أن كان الجمع فهو أولى وأن كان هذا الفصل
دون ذاك فلا تثريب ما دام الدليل هو الحاكم في تحديد الموقف،
وبالتالي كل إنسان لا يتجاوز حدود فهمه بطبيعة الحال.
0 تعليقات