آخر الأخبار

مفكر فرنسي: فايروس كورونا يزعزع أساسياتنا وثقتنا في تفوّقنا وهيمنتنا











تقرير/ رسالة النيل



في مقال للمفكر الفرنسي سيباستيان بوسواس، الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، والباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط حول العلاقات الأوروبية العربية / الإرهاب والتطرف، ومدرس العلاقات الدولية والتعاون العلمي في جامعة ليبردو بروكسيل قم بترجمته الكاتب الجزائري مدني قصري قال فيه ...




 ان فايروس كورونا يستفيد من الحياة المنطوية والمنعزلة للمجتمع الغربي ومن ضعف هذه المجتمعات في توحيد الناس حيث يعيش المجتمع الآن حرب حضارية قد يسميها البعض(نهاية العالم) وهذه النهاية هي ما يؤمن بها الإنجيليون حيث الرعب هو من أصبح المسيطر على المجتمعات وان ما كان يوحد الرجال في السابق ضد تهديدات (الإرهاب الاسلاموي ) كما يسميها سيباستيان وتهديدات اليمين الشعبوي أصبح بلا طائل في مواجهة هذا الفايروس وتحول الأمر كما عبر عنها (من حرب اقتصادية بين الإخوة الأعداء، تشنّها الولايات المتحدة ضد الصين، إلى حرب حضارية نعيشها اليوم، اكتسبت فيها الصين مكانتها، فمن هناك بدأ كل شيء، ومن هناك قد ينتهي كل شيء).






ويكشف الكاتب عن الإهمال والنسيان الذي أصاب أوربا وتجاهلها للظروف الصعبة التي يعيش فيها العالم وكانت نتيجته عدم اتخاذ التدابير الاحتياطية لمواجهة هذا الوباء ويضيف سيباستيان أن هذا الفايروس منتقم لاسكات غطرسة الغرب قد زعزع ثقتنا في التفوق والهيمنة وكشف عن الوجه القبيح للإجراءات المتبعة خصوصا ما كان متعلق بخصخصة قطاع الصحة والتي جرت ويلات الانتحار المنظم وفقدان الثقة بكل المؤسسات بعد ما اظهر الفايروس العجز التام للسلطات الغربية  ورغم كل ما يحصل تحاول القارة العجوز عدم تصديق ما يحصل ومحاولة البقاء في حلم الهيمنة والغطرسة والتميز السياسي.


ويتناول الكاتب الفرنسي موضوع ما بعد الوباء وان على المجتمعات الشعور بالتواضع بالمستقبل خصوصا في مجتمعات تعيش حالة الرفض والعنصرية وخوف من نهاية العالم التي يؤمن بها الإنجيليون والبالغ تعدادهم حوالي  700 مليون نسمة في بعض أجزاء العالم والولايات المتحدة التي أغلقت أبوابها أمام الأوربيين .




وحذر سيباستيان من أن الإرهاب سيحاكي الطبيعة في المستقبل وربما أن التنظيمات الإرهابية مثل داعش وغيرها  يستمتعون بذلك من خلال الأسلحة البكتريولوجية والطائرات المسيرة وان هجوم طائفة اوم في اليابان التي نشرت غاز السارين مترو أنفاق طوكيو عام 1995 خطوة تجريبية وان هذا الفايروس اثبت عجز الاستعدادات لمواجهة هكذا أزمات وخصوصا أن المنظمات الدولية الدولية قد أثبتت فشلها فيقول بهذ الصدد...




(إنّ المنظمات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية كلها بالفعل في حالة تأهب حتى تحقق، باسم أيديولوجيتها العدمية، الدمار الشامل لِما يسمى حضاراتنا المتطورة، فماذا يمكننا أن نفعل ضد هذه المنتجات السامة الصادرة عن أسوأ مختبرات الحقد والكراهية؟ إنّ فيروس كورونا دليل حيّ على عدم استعدادنا لمثل هذه الاحتمالات، وربما هذا هو الأكثر إثارة للقلق، إنّ تعرّض مؤسساتنا الدولية للتحدي من طرف أعظم القادة الشعبويين الذين يحكمون الكوكب، تحدٍّ كبير للغاية، فلم يهتم دونالد ترامب، مثل جاجر بولسونارو وناريندرا مودي؛ بالمنظمات الدولية التي ما فتئت تُحذّر، على غرار تحذيرات منظمة الصحة العالمية، من خطر تفشي وباء كورونا في كوكب الأرض، نعم، هناك سبب وجيه للقلق الشديد الذي يعترينا ويستبد بالبشرية جمعاء بشأن المستقبل؛ لأنّ التعددية اليوم لا تستطيع أن تفعل شيئاً لإنقاذنا.

إرسال تعليق

0 تعليقات