سعيد على
كان سقوط جزيرة كريت وسيطرة الجيش المصري على نافرين عاملاً أساسيًا لرجوع
ثوار اليونان بقيادة بتروبك إلى ميناء كالاماتا ووصل عددهم إلى 5 آلاف ثائر مسلح
يجيدوا حروب الجبال والأحياء الضيقة.
وصل إبراهيم باشا إلى بلدة الكالاماتا ليندلع قتال شرس لمدة يومين بين الثوار
والجيش المصري لينهزم اليونانيين ويدخل إبراهيم باشا للمدينة التي فتحت له الطريق
إلى أثينا.
تمكنت الدولة العثمانية من ضم بلاد الكالاماتا عام 1481 حتى بدأت القلاقل
في تلك القرى عام 1659 حين وقعت الحرب بين العثمانيين وأمراء البندقية على جزيرة
كريت، وأجرى قائد البندقية فرانشيسكو موروسيني اتصالاً مع مانيوت زعيم المتمردين
للقيام بحملة مشتركة في موريا، والتي أخذ خلالها قرى الكالاماتا وبعد فترة وجيزة
اضطر للعودة إلى جزيرة كريت.
وفي العام 1685 حكمت جمهورية البندقية بلاد الكالاماتا وضمتها إلى مملكة
موريا وشهدت المدينة تحصنيات عسكرية متطورة إلى حين وقوع الحرب العثمانية على
الكالاماتا عام 1715 وسيطروا عليها وبقيت تحت سيادتهم حتى اندلاع حرب الاستقلال
اليونانية.
وفي 23 مارس 1821 ، سيطرت عليها القوات الثورية اليونانية تحت قيادة
الجنرالات ثيودوروس كولوكوترونيس وبيتروس مافروميتشاليس وبابافليساس، وبقيت
المدينة تحت قيادتهم حتى العام 1825 حين دمر إبراهيم باشا المدينة.
كانت خصلة التجريف الحضاري خصلةً معروفة لدى العثمانيين وهي نفي خبراء
الزراعة والمعمار بعيدًا عن بلادهم، تلك الخصلة أخذها إبراهيم باشا عن العثمانيين
لكنه طورها، إذ لم يأخذهم للعمل بالسخرة في مصر وإنما أدخلهم في الحياة العامة حتى
صاروا نواة الجالية اليونانية الحديثة في الإسكندرية.
يشير فرانك موريا خلال كتابه عن التاريخ الأوروبي سنة 1969 أن الجيش المصري
دخل بلاد الكالاماتا بقيادة إبراهيم باشا وسواها بالأرض انتقامًا من استهزاء قادة
اليونان بجيشه، فدخل البلاد وأعمل فيها القتل باستثناء المزراعين الذين وضعهم في
سفن عادت بهم إلى الإسكندرية، وهناك بدأوا في زراعة زيتون الكالاماتا وشيئًا
فشيئًا استهوتهم الإسكندرية فأسسوا محالات متعددة للألبان وصارت لهم منتجعات
زراعية اشتهرت بزراعة الكالاماتا.
أثر العنصر اليوناني في الزراعة المصرية خلال عهد محمد باشا، حيث يشير
عبدالرحمن الرافعي في كتابه عصر محمد علي، أن زراعة الزيتون زمن العثمانيين كانت
نادرة حيث اقتصرت على الفيوم فقط لأهداف عسكرية، لكن الباشا فكر في زيادتها
لاستخراج الزيت من أشجارها بالإضافة لكون الغذاء الصالح للعساكر والبحارة.
أما فيلكس مانجان في توثيقه لعصر محمد علي باشا فثمن جهود إبراهيم باشا في
التعاون مع المزارعين اليونان إذ بعد استوطانهم في مصر زرعت الكثير من أشجار
الزيتون في الوجهين البحري والقبلي وتم زراعة مالا يقل عن 1000 شجرة وفي ذلك يقول
مانجان :
"أشجار الزيتون تثمر في مصر بعد ثلاث سنوات أي في أسرع مما تثمر في
البلاد الأخرى، وهذا يدل على صلاح معدن الأراضي في مصر ومناخها لهذا النوع من
الشجر".
0 تعليقات