آخر الأخبار

عينك حمرا ياغوله









حمدى عبد العزيز



سأفترض أن الصين مارست جريمة عدم الشفافية وخداع العالم فيما يتعلق بعدم تقديم معلومات حول تفشي مرض الكرونا ..


ولا توجد أية نية أو دوافع للدفاع عن الصين في ظل أننا مازلنا في مرحلة تغيب فيها الكثير من المعلومات حول كيفية انتشار الفيروس ومسارات تحوره وتحوله إلي وباء يهدد كل البشرية ..


، علاوة علي أن كل مايقدم لنا في سياق هذا الاتهام هو مجرد إدعاءات واجتهادات أقرب إلي الاستنتاجات الظنية منها إلي المعلومات العلمية المحققة والدقيقة والدامغة .. شأن ذلك شأن ما اطلق من اتهامات للولايات المتحدة الأمريكية بتخليق الفيروس وإطلاقه في الصين في سياق القدرات الأمريكية في مجال الحروب البيولوجية ..

كلها اجتهادات تستبقها الأقلام ، والتصريحات ..

ولكن إن صح الإتهام الأمريكي بمسئولية الصين عن انتشار الفيروس ، فإنه من المنطقي أن يقدم المسئولين عن الاستخبارات الأمريكية إلي المحاكمة بتهمة التقصير والإهمال الجسيم ، لإن العالم قد حفظ عن ظهر قلب البروباجندا الأمريكية حول قدرات أجهزة معلوماتها الأستخبارية ، لدرجة أن لإن غالبية الأمريكان بل وغالبية المتابعين في العالم أصبحوا يتداولون النقاشات حول أن هذه الأجهزة بما وصلت إليه من كفاءة وامتلاك لأجيال الوسائل التكنولوجية الغير مسبوقة لدي كل أجهزة المعلومات والاتصال في العالم بإمكانها أن تحدد ماركة مايرتديه أي إنسان علي وجه الأرض من ملابس داخلية ، وماذا يفعل في حجرة نومه ، والعلامات المميزة لأدق مناطق جسده ..


وبالتالي فإن مراكز المعلومات الاستخبارية بما تملك من قدرات إن لم تقدم للشعب الأمريكي خدماتها المعلوماتية التحذيرية الوقائية المبكرة التي تحمي أمن وصحة الشعب الأمريكي حول حقيقة ظهور الإصابات في الصين ، فماهو الذي تقدمه ومادورها وماهي قيمتها إذن ..؟



وبالتالي فعلي الشعب الأمريكي في حالة ثبوت هذا الإدعاء أن يحاكم إدارته الحاكمة ومسئوليه المسئولين سياسياً وتقنياً عن هذا التقصير والإهمال الجسيمين ، قبل البدأ في المطالبة - المستحقة حين إذن - بمحاسبة الصين ودفع دول العالم إلي محاكمتها ودفعها لتحمل مسئوليات ماترتب علي انتشار الوباء من خسائر بشرية واقتصادية ..



ولكن ماذا عن ثبوت الاحتمال الآخر الذي يتحدث عن تخليق الفيروس عبر مختبرات ومعامل البنتاجون؟


اعتقد أن المسئولية الأخلاقية للمجتمع الدولي وشعوبه ساعتها ستكون أمام اختبار صعب للشجاعة وإثبات أن هناك من يستطيع أن يصرخ في وجه الغولة - كما في المثيولوجيا الشعبية المصرية - قائلاً (عينك حمرا ياغوله) ، وأن هناك من سيحاكمها ، وفي مقدمتهم الشعب الأمريكي ذاته ..

_____
27 مارس 2020

إرسال تعليق

0 تعليقات