الخطر والنجاة
خالد الأسود
الفيروس نفسه ضعيف، الخطر في سرعة انتشاره، المتوالية العددية التي ينتشر
بها ترجمتها ببساطة أنه يتضاعف بسرعة ال ١٠٠ يبقوا ١٠٠ ألف في شهر..
فرض العزلة يساوي الانهيار الاقتصادي، عدم فرضها يساوي انتشار الفيروس
لدرجة تفوق قدرات المنظومة الصحية..
الخطر أن يصبح عندنا عدد من المرضى يفوق قدرات المستشفيات والأطباء..
إجراءات الحماية وإغلاق المدارس والسينمات والمقاهي ودور العبادة ثمنها
باهظ على الاقتصاد، الاقتصاد مش كلمة وخلاص، قوة الاقتصاد وضعفه تعني توافر الأكل
والشرب والطاقة أو الدخول في أزمات لا نطيقها..
إجراءات الحماية يجب أن تكون بميزان دقيق يوازن بين المصلحة الاقتصادية
وبين مواجهة المتوالية العددية الشرسة للفيروس الضعيف..
تبدأ بتعليق الدراسة وقد تصل لحظر التجول، المهم أن يتوقف انتشار الفيروس
ولا نصل للنقطة الحرجة..
المطلوب الآن هو الوعي، النجاة ميسورة لو تحركنا بروح الجماعة، القيادة
للعلم وحده، انضباط الأفراد نجاة للجميع..
كارثة إيطاليا أنها وصلت للنقطة الحرجة، طاقة النظام الصحي عندهم لم تعد
قادرة على التعامل مع أعداد المحتاجين للرعاية الصحية..
الصراعات السياسية والأيديولوجية عندهم كانت أعلى من صوت العلم، تنازع
الجميع قيادة الرأي العام وفقا للمصالح الضيقة..
نجاتنا مرتبطة بانضباطنا ووعينا..
إغلاق المدارس والكافيهات والنوادي محكوم بكلمة العلم ورؤية خبراء يملكون
المعلومات والأرقام والقدرة على تحليل الموقف ومستلزماته..
ولتصمت الماميز والهبيدة..
إغلاق دور العبادة وممارسة العبادات من صوم وتناول محكوم بكلمة العلم
ولتصمت العمم السوداء والحمراء..
الصين صنعت المعجزتين : أوقفت المتتالية العددية المتوحشة للفيروس
بالانضباط التام الذي فرضته الدولة..
وفي نفس اللحظة ضاعفت قدرات نظامها الصحي في أيام..
اليوم نرى الصين التي تضم خمس سكان كوكب الأرض تعلن انتصارها على الفيروس..
النفوس الشوهاء التي شمتت في الصين، وفرحت لخبر انهيار مستشفى تتجه أعينها
تجاه التنين الأحمر تبتهل خاشعة منتظرة الحل من عندهم..
الوعي يبدأ بالانضباط والالتزام بتوجيهات القيادة التي تتحرك باحتراف
ومنهجية وأداء يفوق دولا كبرى من العالم الأول..
تجاوزوا المرضى نفسيا والمشوهين والأغبياء..
الذعر والفوضى وقت الأزمات أخطر من الأزمة نفسها..
مصر تملك مخزونا من السلع الغذائية يكفيها سنتين ونصف..
أفهم أن يخاف إنسان ويذهب لينفق كل مدخراته لشراء مخزون من السلع تكفيه
شهورا، ضعف إنساني وعدم وعي أتفهمه..
أما أن يخرج ليدعو الناس لتخزين السلع والتكالب على الشراء فنحن أمام متآمر
حقير أو عبيط يتم توجيهه لصنع أزمة وكارثة تربكنا وتعوقنا..
في الوقت الذي تمد الصين يدها للعالم بخبراتها في قهر الفيروس، تحاول
السياسة الأمريكية استغلال الأزمة، يحاول ترامب شراء شركات أدوية تعمل على إيجاد
علاج المرض، تريد أمريكا أن تحتكر العلاج وتسخره لخدمة مصالحها..
يقود ترامب شو شعبي ويعلن إقامة الصلاة لمواجهة الفيروس، يستغل الخوف في
مزايدة شعبوية تزيد من أسهمه في الانتخابات القادمة..
أثق أننا نرى صياغة جديدة للعالم الذي نعيشه، أثق أن مصر ستخرج من الأزمة
فائزة..
أتمنى أن يلفظ وعينا الجمعي كل الدجالين والزياطين والبلهاء..
سننجو بالوعي
سننجو بالانضباط
سننجو بالعلم
فلنصل للخالق أن ينتصر العلم مرة أخرى
0 تعليقات