آخر الأخبار

كرونا ... وبيع الوهم المقدس






كرونا ... وبيع الوهم المقدس



عز الدين محمد


لم تكتف منابر السوء بكل ما فعلته وواصلت إليه بلداننا  من وضع مأساوي مرعب، وكأنه هدفها تدمير البلاد والانتقام من أهلها. فمع وقوع هذا البلاء انبرى الدجاجلة وما أكثرهم لتقديم النصائح وطرح علاجات لا توجد عند غيرهم، وكان أمرا مخزيا ومخجلا أن نصل إلى هذه الدرجة من التخلف في الوعي العام.


لقد أمر الشرع الشريف بالأخذ بالأسباب، فقال النبي (ص) في حديثه الشهير للإعرابي الذي ترك ناقته دون أن يربطها: أعقلها وتوكل.


وقال لمن يظن أن الدعاء كاف لتحصيل الرزق: إنّ اللّٰه يبغض العبد فاغراً فاه و يقول: اللّهمّ ارزقني، و يترك الطلب.


وقال عن التعامل مع الوباء: فإذا سمعتموه بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا فراراً.


لم يأمر بتجاهل المرض اعتمادا على الاعتقاد أو العاطفة الدينية، ولم يقل بأن الدعاء يشفي من المرض أو يوقف انتشاره، فالأحداث منوطة بأسبابها الطبيعية، وحتى رحمة الله وعذابه ونصره تنزل وفق الأسباب الطبيعية. والفقهاء يكررون في كتبهم قاعدة "وجوب دفع الضرر المحتمل" فإذا كان الضرر محتملا مجرد احتمال، فانه يجب على المكلف أن يعمل على دفعه لا الوقوع فيه، فكيف بضرر محقق خطير كالذي نحن فيه.


لذا، ولما كانت المزارات الشريفة والعتبات من الأماكن التي يحدث فيها اختلاط كبير، ويكون احتمال انتشار المرض فيها احتمالا كبيرا جدا بل راجحا، لذلك لا يكون هناك أي معنى مقبول بفتح المراقد أو الاستمرار بالزيارات لا سيما الكبيرة خصوصا ونحن على أعتاب الزيارة الرجبية، ونفس الشيء يقال عن أقامات صلوات الجمعة في الأماكن المزدحمة خصوصا وغيرها من الاجتماعات الدينية لا سيما مع ضعف الإمكانات الصحية في البلد. واذكر بان الوباء انتشر في كوريا الجنوبية بسبب قداس كنسي، ونفس الأمر في فرنسا حيث انتشر الوباء بسبب تجمع ديني في كنيسة.


إن المقامرة بأرواح الشعب ليس لها معنى، ولا يمكن قبولها بأي حال، لذا فأنا أدعو إلى اعتقال أي دجال يحاول توريط المجتمع او طرح أفكار تهدد الأمن الصحي للشعب، ومحاكمته بسبب ما يمثله من خطر كبير على وعي المجتمع، بل ووجوده!

إرسال تعليق

0 تعليقات