آخر الأخبار

المنبر شريعة لكل وارد







المنبر شريعة لكل وارد


علي الأصولي

من معاناة الساحة الشيعية التي تتأثر عقائديا وتوجيهيا وسلوكيا ومخرجات منبرها الديني، هو في موضوعة عدم اهتمام الخطيب بالشأن الثقافي والمعرفي والفقاهتي وتداخل وانفتاح العوالم الثقافية بعضها على بعض،


شخصيا كانت لي تجربة منبرية ولولا ضيق خناق الناس لما قبلوا بي خطيبا لهم، لفقدان الشرط الأساس والمنبر الحسيني إلا وهو النعي المفجع الذي يجيده البعض ببراعة قل نظيرها،


نعم: عندما كنت ارتقى المنبر على أني انسي الكثير من اهتماماتي وانشغل كثيرا ومخاطبة الجمهور الذي لا يرغب إلا المعلومات المعلبة حتى لو جلبتها لهم من ( جراب النورة- أي من جيب الصفحة ) بل وانسي نفسي وأنا أتكلم بكلام تاريخي وما أتذكره من خلال قراءاتي واطلاعاتي في الجملة على التاريخ والتفسير وبعض المواضيع ذات الصلة، ولا انشغل بتصوير ( موبايل ) من أحدهم ولا اهتم أين سوف يكون النشر،


ببساطة بالخطابة وكأني أخطب بمجتمع مغلق المنبر من يصوغ له عقيدته وتوجهه وما يريد،


فالكلام يكون حسب الطلب تقريبا بل تحقيقا، هذه خلاصة التجربة اليتيمة التي خضتها منذ زمن بعيد جدا،


سمعت وسمعنا المقطع الذي انتشر بهذا العالم الافتراضي لأحد الخطباء، وذكر ما يناسب عقيدته على جمهوره، وهذه العقيدة ليست مختصة بنفس الخطيب بل لها أنصار كثر من مراجع تقليد وأساتذة حوزة وغيرهم، حتى على مستوى المسالك الباطنية الشيعية هذا ما يؤمن به الجمع،


العقيدة تبقى شأن شخصي، وعادة لا أحاول أن ارتطم مع أصحاب هذا اللون من العقائد التي هي جزء من إفاضات ومخرجات ( حافظ رجب البرسي ) .


ومع ذلك لا يعني أن لا أدلو بدلوي لما أراه صحيحا بالنسبة لي وما يراه من يوافقني الرأي على طريقة ( لا إفراط ولا تفريط ) فلا ( أقصى اليمين ولا أقصى اليسار ).


الخطيب سلمه الله استنكر مسألة التعقيم الذي تم في الأضرحة المقدسة داعيا بشكل أو بآخر إلى أنه نوع من أنواع الهتك وحصة من حصصة، وأما في هذه الجزئية مناقشة عامة بعد أن أصبحت موردا للنزاع في مثل هذه الإجراءات : ومفادها، قبل الخوض في معنى الهتك لابد من بيان مسألة مهمة في هذا الجانب وهو، أن الهتك من المعاني العرفية،


ولا أعتقد بأن مسألة التعقيم يدخل بعنوان وحصة الهتك،


سواء كان التعقيم للخوف من انتشار المرض بين الزوار من بعضهم لبعض أو من خلال وجود فايروسي على سطح جدار ما، ولو سلمنا بأن التعقيم يعد من الهتك فالكلام نفس الكلام يقال حول رفع نجاسة دم الزائر مثلا في الأماكن المقدسة تنظيف مكانه وتعقيمه أيهما من الهتك حسب منطق المستشكل؟! وما يقال هناك يقال هنا، مع الفارق العنواني بين التعقيم وإزالة النجاسة من الوضوح بمكان لان العرف ملتفت إلى أن النجاسة ملحوظة بخلاف الفايروس الغير مرئي،


فلماذا لا يستشكل على الملحوظ ويتحفظ على الغير مرئي!


وعلى كل حال: ومع إيماننا الكامل بان المعصوم لا تصبه نجاسة المعنويات غير أن الأخبار والأحاديث ذكرت إصابتهم بإصابات الدم أو نحوه ومع كونهم أهل عصمة عندهم المبادرة بإزالة هذه الأدران من الواجبات الشرعية ولا كلام...


هذا ما يمكنني بيانه على العجالة..




إرسال تعليق

0 تعليقات