آخر الأخبار

الحفاظ على النفس لا يلزم منه حب الدنيا









الحفاظ على النفس لا يلزم منه حب الدنيا



علي الأصولي


من الأصول المسلمة في الشرائع السماوية هو ضرورة الحفاظ على النفس ما أمكن، وعدم جواز إهلاكها والضرر المعتد بها فكل ذلك من قبيل المحرمات التي لا تحتاج إلى مزيد من مؤونة الاستدلال،


نعم، في بعض الموارد الخاصة يمكن الإقدام على كل ما يمكن أن يكون ضررا على نحو الاحتمال أو اليقين، كضرورة الدفاع عن النفس والدين والعرض والمال والأرض، مع مراعاة ضرورة وجوب الاحتياط في النجاة، تدريبا وتسليحا وتخطيطا وتكتيكا ونحو ذلك، وكل ذلك فهو إما يرجع لتشخيص نفس الفرد كالحماية عن النفس وما أشبه أو تشخيص مرجع التقليد كوجوب الدفاع العام، مع ضرورة رعايات أوامر وإرشادات الجانب المسؤول كالدولة،



فكل ما ذكر أعلاه من الموارد المرخوص فيها للتعرض للضرر المحتمل والمتوقع بل المتيقن في الجملة،


وأما خلاف ذلك، فإجماع الطائفة على تحريم من يتجه نحو إضرار النفس فضلا عن أضرار غيرها فرد كان أو جماعة أو مجتمع، كما يحصل عادة في أعوام انتشار الأوبئة،


وهنا نجد الفقه مطبق على كلمة واحدة وهو وجوب الحفاظ على النفس، وخلافه فهو الحرمة وتشد الحرمة لا بنفس الضرر الواقع بل بالضرر الذي الذي سببه للآخرين كذلك،


وهذا الحفاظ لا يعني بالضرورة حبا بالنفس وبقاءها في معزل عن الوقوع في الضرر وأن كان، لا أجد من يحرم حب بقاء النفس من التعرض لمثل هذه المشاكل طلبا للسلامة،


بل قد تكون نية الفرد من الحفاظ على نفسه هو لأجل خدمة أكبر وأوسع في غير هذا الظرف أو هذا المكان،


استذكر جيدا عندما سئل السيد الأستاذ (رض) عن عدم مشاركته أو كونه في واجهة الأحداث التي حدثت على أيام المواجهة بين غيره وبين النظام القمعي آنذاك،



إذ قال: بما مضمونه إني حفظت نفسي لفائدة الناس وفائدة الحوزة أكثر من فائدة المواجهة الغير منتجة،


نعم قد صدق استشرافه للمستقبل فكانت النتائج مرضية لله وللناس،


دعني أذكركم بحديث للإمام الباقر (ع) وهو يصلح لما نحن فيه، وقد شرحت هذا الحديث في مقالات علاماتية يمكن مراجعة المقالات وشرح هذا الحديث بالخصوص،


ما يهمنا هو أنه روي عن الإمام الباقر (ع) قال: كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه. فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم. فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا. ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم (أي المهدي) قتلاهم شهداء. أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر (غيبة النعماني)
لاحظ الإمام (ع) وهو يعلم يقينا أنه لا يمكن له إدراك ذلك الزمان غايته يرشد من يصل إليه الخبر،


المشرقيون ( العراقيون ) مع أنهم أصحاب حق ومعركتهم شريفة تبعا لحقهم المسلوب الذي لا يعترف به الخصم ( بصرف النظر ) عن من هو الخصم، والقدر المتيقن من الخصم هم أهل الباطل من السفاينيين أو غيرهم،


ومع أنهم أصحاب حق ولهم حظوة بنصرة الإمام المهدي(ع) لأنه بالتالي سوف يدفعون الراية والقيادة إليه بلا نزاع يذكر، وقتلاهم شهداء كما في الخبر، شهداء باعتراف نفس باقر العلم (ع) يذكر أنه لو شهد عصر هؤلاء الناس لابقيت نفسي( لا حبا بها وتعظيما لشأنها وطلبا لسلامتها ) بل نصرة لصاحب هذا الأمر، فأفهم واغتنم.








إرسال تعليق

0 تعليقات