آخر الأخبار

طريق الله وطرق التيه





طريق الله وطرق التيه


علي الأصولي



يُعتبر السيد الصدر أحد رجال العرفان ( العملي ) ومن كبراء هذا الطريق في العصر الحديث، ولا يوجد بحسب المتابعة ممن يمكن أن يقارن بهذه الشخصية الصالحة،

فقد اتخذ السيد المسلك المعتدل وطريقة العرفان، بخلاف غيره ممن تورط بالتصوف بشكل أو بآخر أو بتوهم الوصول بشكل أو بآخر،
فقد امتاز السيد بالنزعة العقلية ولم يهمل الجانب النقلي المرتبط بالتراث المعصومي، مما جعل الطريق يخطو بشكل متوازن إذ لا إفراط ولا تفريط،

المدرسة التي ارتبط بها السيد الصدر، نبغ بها رجال عرفوا بالوسط العلمي والديني بالعلم والورع والتقوى، منهم الشيخ جواد أنصاري همداني ومنهم السيد الحداد ومنهم السيد القاضي، ولعل الحاج السيد عبد الزهرة لم يصنف على أهل العلم فقط من هؤلاء،

وقد التزم السيد الشهيد جملة من المسائل في مسلكه يمكن أن تكون مائزا عن غيره من المسالك،

منها: ضرورة وجود المربي في هذا الطريق إذ بدون الأستاذ فالطريق غير مأمون خصوصا وأن الفرد يتعامل مع نفس شبيه التنين ذات الرؤوس السبعة، وهذا المربي أو الأستاذ لا يلازمه إلا في وضع المنهج العام للطريق والتكاليف الشرعية والاكتفاء بالمراقبة، مع ضرورة الطاعة العمياء في بدايات الطريق، وانتهاء بالطاعة المبصرة في نصف الطريق، إلى أن ينتهي من سفره الثالث ويترك نهائيا لشق طريقه في الحياة؛

ومنها: أن هذا الطريق يؤمن بأن الكمال لا يؤتى بالانعزال والانقطاع وأن كان هناك تكليف فهو وقتي قصير وإلا فالأصل هو التكامل عن طريق الناس ومساعدتهم وقضاء حوائجهم ونحو ذلك،
ومنها: ان الغاية تتمثل برضا الله ونيل المرتب العليا بحسب القدرة والمكنة، بمعزل عن المكاشفات التي غالبا ما تكون غايات عند من لم يتربى عند أستاذ وبالتالي يفتح دكان لبيع الوهم،

ومنها: عدم هتك الأسرار بإفشاء مسائل الطريق لمن هب ودب وعلى حد تعبير بن عربي هتك سر الربوبية كفر،

والتوصيات في هذا الشأن هو الكتمان والسكوت عما سكت الله عنه ورسوله وأئمة أهل البيت ( ع) وأن لا تنصب منبرا دعويا في طرقات العامة أو على منصات التواصل، يكون ضررها فادحا على النفس والمتلقي، و هو خلاف الحكمة أكيدا،

ومنها: الالتزام بالأحكام الشرعية ومنها التقليد وقراءة الأدعية المأثورة لان بعض الطرق خاصة الطرق الصوفية مآلاتها إسقاط التكليف الشرعي بدعوى الوصول لليقين، وهذا هراء ما من بعده هراء،
ومنها: عدم التشدد الديني والأخذ بالفسحة والإباحة ما دام الأمر فيه ترخيص شرعي إذ أن التشددات في غير محلها جهل بالله وأحكامه وطريق أهل البيت (ع).




إرسال تعليق

0 تعليقات