مشروع قومي لصناعة
الكوميديا ! ..
حامد المحلاوى
لسنا صارمين كالألمان ولا باردين كالإنجليز ولا نمشي بالريموت كونترول
كاليابانيين .. نحن شعب نكته يحب الفرح والانبساط ويكره الغم والنكد .. اختفت
المسلسلات التي تصنع البهجة والبرامج خفيفة الظل التي كنا نجتمع حولها .. الحفلات
التي كانت تذاع على الهواء وتجمع عددا كبيرا من الفنانين وبها فقرات عديدة منوعة
ومشوقة اختفت هي الأخرى .. أما المسرحيات الكوميدية الموجودة الآن فكلها قديمة
وأعيدت عشرات بل مئات المرات ويحفظها المشاهد عن ظهر قلب .. أين المسرحيات الجديدة
؟! ..
تجربة مسرح مصر في بدايتها كانت جيدة ومقبولة لكنها فقدت بريقها مع
الاستمرار ثم توقفت لضعف المستوى الفني للممثلين ولعدم وجود الكاتب المسرحي
المتمكن وربما التمويل اللازم .. رأيي أنها لم تكن محاولة ناجحة لإعادة إحياء المسرح
الكوميدي ومع ذلك يحسب لها أنها محاولة ..
ضغوط الحياة كثيرة والناس في حاجة ماسة إلى الكوميديا الراقية كحاجتها إلى
الغذاء والدواء تماما .. فغير خاف أنها تساعد على إعادة التوازن إلى النفس وتخفف
الضغوط وحولها تجتمع الأسرة وبالتأكيد ستقل معها النسب العالية للحوادث البشعة
التي تدمي قلوبنا وتطالعنا بها الأخبار كل يوم .. ثبت علميا أن الضحك والابتسام
يزيدان من إفرازات الغدد الصماء مثل البنكرياس والغدد الكظرية والدرقية .. أما
الغدة النخامية فتزيد من إفراز مادة البيتا إندورفين وهي الهرمون الذي يصل إلى
خلايا الدماغ ويعطي أثراً مخدراً شبيهاً بأثر المورفين ويؤدي بالإنسان إلى النوم
الهاديء العميق .. هذه نقطة مهمة لمن لديهم كآبة مزمنة ويعانون من الأرق والقلق
والنوم الممتلئ بالكوابيس ..
صناعة الكوميديا تستحق أن يصبح لها مشروعا قوميا تهتم به القطاعات المختصة
في الدولة .. التليفزيون يعاني الآن من حالة جفاف مزمن وكآبة غير مسبوقة لعدم وجود
كوميديا حقيقية مصروف عليها بشكل جيد .. انخفضت نسب المشاهدة كثيرا لهذا السبب ..
0 تعليقات