التعامل مع فيروس
كورونا (٤)
[دراسة فقهية]
أحمد مبلغي
النقطة الرابعة: يمكن تطبيق فقرتي الآية على موضوع نشر كورونا:
إن الجزء الأخير من الآية (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) تتضمن فقرتين:
- فقرة "التعاون على الإثم".
-
فقرة "التعاون على العدوان".
فكلتا الفقرتين يمكن تطبيقهما في المقام:
أ) تطبيق
فقرة التعاون على الإثم على الموضوع:
إنه من الواضح أن الأفعال التي تسبب انتشار هذا الفيروس، يكمن فيها الإثم،
وحيث إن هذه التصرفات ليست لزوما فعل شخص واحد، بل يمكن (وهو العادة والحالة
النوعية) أن تكون من الأفراد، فممارسة هؤلاء الأفراد لسلوكيات تنشر هذا الفيروس
القاتل، هي تعدّ من مصاديق التعاون على الإثم، فيما إذا علموا أن أفعالهم كمجموعة
هي التي يرجع إليها الدور في نشر وشيوع هذا المرض.
وببيان آخر، ليس هناك شك في أن اتخاذ السبب الذي يؤدي إلى موت مجموعة أو
مجموعات من الناس، هو فعل يكون فيه أثم كبير ، وإذا كان هذا السبب حاصلا من مجموعة
من السلوكيات المتزامنة التي يفعلها جملة من الأفراد، فإنه ينطبق على أفعالهم هذه،
عنوان التعاون على الإثم، فيما إذا علموا هذه السببية الحاصلة منها.
ب) تطبيق فقرة "التعاون على العدوان" على الموضوع:
هذا يعلم بالنظر الى ثلاث مقدمات:
الأولى: معنى العدوان في الآية:
يقول صاحب الميزان: "هو التعدي على حقوق الناس الحقة بسلب الأمن من
نفوسهم أو أعراضهم أو أموالهم".
الثانية: إن العدوان الأبرز والأكثر خطورة، هو العدوان على حياة الإنسان.
الثالثة: ان العدوان على حياه الإنسان قد يتم من شخص واحد، وقد يتم من
مجموعة متواطئة على قتله، وقد يتم من قبل أفراد مجتمع مّا، وهذا الثالث يتم فيما
إذا وقعت من قبلهم مشاركة معاً في خلق عملية تنتهي الى موت الغير، وكانوا يعلمون
أن أفعالهم كمجموعة هي التي تتصف بالسببية للعدوان.
تطبيقات القاعدة في موضوع كورونا:
في قضية كورونا، يمكن اعتبار الأفعال التالية بمثابة المصاديق لعنوان "التعاون
على الإثم والعدوان"، إلا أن بعضها مصاديق قطعية له، وبعضها احتمالية قابلة
للدراسة:
١ - اقتراب الشخص الذي لديه هذا المرض من غيره.
٢- اقتراب الشخص الذي مشكوك بالإصابة بهذا المرض من غيره، فيما إذا كان
لديه بعض العلامات مثل السعال أو العطس.
٣ - تشكيل الأفراد للاجتماعات، خاصة اجتماعات متراكمة.
٤ - السفر من مدينة أو منطقة موبوءة إلى مدينة أو منطقة أخرى غير موبوءة،
مع قطعية بل مع إمكانية نقل المرض إلى تلك المدينة أو المنطقة.
٥ - احتكار الوسائل اللازمة لتأمين الاحتياجات الصحية تجاه هذا المرض في
المجتمع.
٦ - المصافحة مع الغير، أو الاجتماع معه دون مراعاة المبادئ الصحية.
٧ - عدم مراعاة أساسيات النظافة الشخصية.
0 تعليقات