آخر الأخبار

أسرار الفضة كعلاج للبكتيريا والفيروسات















رسالة النيل

يمكن القول ان التاريخ يعيد نفسه أيضا فيما يتعلق بالمواد التي كان يستخدمها الطب في العصور الماضية ومنها العلاج بالفضة. حيث بدأ هذا المعدن الثمين يشد مجددا اهتمام الباحثين بفضل طاقته المطهرة وقدرتهم المتزايدة لتعديل تركيبته الجزيئية. وكان المصريون القدامى قد استعملوا الفضة كعلاج لمقاومة الالتهابات، وزاد استخدمهم طبيا لها بسبب النتائج الخارقة التي سجلتها يومها من اجل تسريع التآم الجروح لدى الجنود خلال المعارك والحروب من أجل إرسالهم بسرعة الى ساحة الحرب. كما استعملت الفضة في أوروبا خلال القرن الـ18 من أجل شفاء الأطفال الذين يولدون من نساء مصابات بأمراض تناسلية مثل الزهري لخفض نسبة الإصابة بالعمى لديهم.





ومع مطلع القرن العشرين زاد الاهتمام بالفضة كعلاج، لكن ظل محصورا ببعض العلاجات ما جعلها قليلة الانتشار مقارنة بعلاجات أخرى الى ان تم حاليا اكتشاف تقنية النانو التي اتاحت الفرصة للعلماء لدمج هذه التقنية بمنتجات ساعدتهم على استغلال طاقة مركبات الفضة الى أقصى حد،وذلك عبر طرق تحرر ايونات الفضة، بعد اكتشافهم أنها العنصر الأكثر فعالية للشفاء، ما وفر لهم معرفة أفضل لتحديد نقاط الضعف الموجودة لدى البكتيريا.




ولقد سمح هذا التقدم العلمي الكبير في خفض الإصابات الجرثومية التي تستهدف سنويا ملايين المرضى في العالم، خاصة هؤلاء الذين يعالجون في المستشفيات ببلدان أميركا الجنوبية ويذهب ضحيتها سنويا أكثر من مائة ألف مريض على الأقل، كانوا يعالجون بالطرق التقليدية وهي المضادات الحيوية، وهذا زاد من تكاليف النظم الصحية بشكل كبير بسبب تزايد مقاومة الجراثيم لكافة أنواع الأدوية بشكل ملفت للنظر.



ولقد استفادت إحدى الشركات المكسيكية المنتجة للعقاقير من فوائد الفضة وتقينة النانو لصنع دواء لمعالجة الالتهابات أعطى نتائج واعدة ما سيمكن من توسيع استعماله. ببواسطة تقنية النانو ابتكر العاملون فيها طريقة لفصل وتركيب جزيئيات من الفضة يصل سمكها الى حوالي 10 نانومتر، اي اصغر الف مرة من قطر شعرة الرأس، وإضافتها على الأدوية. وبسبب النتائج الايجابية تريد الشركة اليوم إنتاج قسطرة مغلفة بالفضة تضخ المضادات المقاومة للآلام تزرع الى جانب الجروح الناتجة عن العمليات الجراحية الكبيرة ، إضافة الى عزمها صناعة أنابيب لينة من المطاط تستعمل لإخراج البول من المثانة لدى بعض المرضى، وهي الحالة الأكثر شيوعا لتعرض المريض للإصابات الجرثومية.


معدن الفضة Silver


معدن الفضة هو معدن أبيض لامع تكمن قيمته بناقليته للتيار الكهربائي وباستعمالاته في الزخرفة والديكور، والفضة هي واحدة من ما يسمى بالمعادن الثمينة، ونظرًا لما تتميز به من ندرة في المقارنة مع المعادن الأخرى واللون الأبيض اللامع، ومرونتها ومقاومتها للأكسدة في الغلاف الجوي، فقد استخدمت الفضة منذ فترة طويلة في صناعة العملات المعدنية والزخارف والمجوهرات، ولا تستخدم الفضة كمعدن مفيد للجسم فمويًا مثل الحديد والمنغنيز، ولكن يمكن استخدام الفضة الغروية التي تعتبر من المكملات الغذائية الشهيرة، وسيتحدث هذا المقال عن فوائد الفضة للجسم، واستعمالات الفضة الغروية أيضًا.


فوائد الفضة للجسم


 إنّ فوائد الفضة للجسم عديدة، لكنّ شكلها المعدني يكون غير نشط فليس له فوائد صحية للجسم، إنّما يجب أن تكون الفضة على شكل أيون أي يجب أن يفقد المعدن الإلكترون ليصبح شحنة موجبة لتعطي الفضة فوائدها الصحة، ومن فوائد الفضة للجسم، الفوائد الأتية:


 مكافحة الميكروبات


 إنّ خصائص الفضة المضادة للميكروبات جعلتها مستخدمة بشكلٍ واسع في الوسط الطبي، ووفقًا لمنظمة الجروح الدولية Wounds International، وقد استخدمت الفضة لمنع الإصابة من الإصابات لمئات السنين، والفضة لا تقتل الميكروبات في شكلها المعدني، حيث أنها غير نشطة، إنّما يعمل المعدن ضد البكتيريا في شكل أيون فقط، يتداخل أيون الفضة الموجب الشحنة مع جدران الخلايا البكتيرية ويعطل العمليات الميكروبية الأخرى، وتلك تعدّ أفضل فائدة من فوائد الفضة للجسم.


 علاج الحروق


ومن فوائد الفضة للجسم أنّها قد تساعد في علاج الحروق والتئامها، فقد يستخدم مرضى الحروق كريمات المضادات الحيوية التي تحتوي على الفضة في إصاباتهم، وتستخدم بعض المستشفيات الضمادات التي غرست بالفضة لقرحة الجلد وغيرها، ومع ذلك فهناك نقاشات داخل هذا المجال حول فعالية هذه الضمادات، خاصة بعد مراجعة إحدى دراسات 2010 المنشورة في قاعدة بيانات كوكرين للمراجعات المنهجية، وجدت أنّ الفضة لا تسرّع التئام الجروح، ومع ذلك جادلت مجموعة عمل منظمة الجروح الدولية من المهنيين الطبيين في عام 2012 بأنّ الضمادات يمكن أن تكون مفيدة للعدوى الموضعية.


 الفضة الغروية colloidal silver


هي محلول يتكون من جزيئات فضة صغيرة جدًا معلقة في سائل، والغروانية colliod هي سائل يوزع بالتساوي جزيئات معينة داخله، وإنّ كثير من الناس يستخدمون الفضة الغروية لتطهير الأمعاء وتعزيز الجهاز المناعي ومكافحة الالتهابات، ومع ذلك تشير الهيئات الرسمية مثل المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية NCCIH، إلى أنّ الفضة الغروية يمكن أن تتسبب آثارًا جانبية خطيرة وأنّه لا يوجد دليل علمي قوي على فعاليتها كعلاج منزلي، والفضة تعتبر من مضادات الميكروبات، ممّا يعني أنّها يمكن أن تقتل الميكروبات الضارة، هذا هو السبب في استخدام الشركات المصنعة للفضة في الضمادات، ومع ذلك لا توجد نتائج علمية تشير إلى أنّه يمكن أن يقتل الميكروبات عند البلع، حيث أنّه بعض الناس يتناولون الفضة الغروية عن طريق الفم كمكمل غذائي، ووفقًا للمركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية NCCIH، يمكن أن يسبب تناول الفضة الغروية بانتظام آثارًا جانبية شديدة، بما في ذلك ما يأتي:


 حدوث حالة التفضض argyria، والتي تصيب جلد أو عيون الشخص لتكتسب لونًا فضيًا أزرق ودائم. انخفاض القدرة على امتصاص بعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية، والثيروكسين والذي يمكن أن يعالج قصور الغدة الدرقية. التسمم القاتل. آلية عمل الفضة الغروية يقال أنّ الفضة الغروية لها تأثيرات مضادة للجراثيم ومطهرة واسعة عندما تؤخذ عن طريق الفم أو توضع على الجرح، لكن من غير المعروف بالضبط ما هي آلية عملها، ومع ذلك تشير الأبحاث إلى أنّ الفضة ترتبط بالبروتينات الموجودة على جدران خلايا البكتيريا، مما يؤدي إلى إتلاف أغشية الخلايا، وهذا يسمح لأيونات الفضة بالمرور إلى الخلايا، حيث يمكن أن تتداخل مع عمليات التمثيل الغذائي أو الاستقلاب للبكتيريا وتلف الحمض النووي، مما يؤدي إلى موت الخلية الجرثومية، كم أنّ تأثيرات الفضة الغروية تختلف باختلاف حجم وشكل جزيئات الفضة، وكذلك تركيزها في المحلول، كما كان عدد الجزيئات الصغيرة أكبر سيكون التأثير على مساحة سطح أكبر من عدد أقل من الجزيئات الكبيرة، ونتيجة لذلك فإنّ المحلول الذي يحتوي على المزيد من الجسيمات النانوية الفضية، والتي يكون حجم جسيمها أصغر، قد يطلق المزيد من أيونات الفضة، ويتم إطلاق أيونات الفضة من جزيئات الفضة عندما تتلامس مع الرطوبة، مثل سوائل الجسم، وإنّ المحاليل الغروية المتاحة تجاريًا يمكن أن تختلف على نطاق واسع في الطريقة التي يتم إنتاجها، وكذلك عدد وحجم الجزيئات الفضية التي تحتوي عليها.


فوائد الفضة الغروية :


يقول بعض العلماء أنّ الفضة الغروية لها فوائد عديدة للجسم، حيث تتمتع بخصائص مضادة للجراثيم ومضادة للفيروسات والفطريات، لكن لا يوجد دراسات كافية تؤكّد هذه الفوائد، وسيتكم تفصيل فوائد الفضة للجسم على الشكل الآتي:

 الفضة مضادة للجراثيم:


 حيث أنّه قبل اكتشاف المضادات الحيوية، كانت الفضة الغروية علاجًا مضادًا للبكتيريا، وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على أنبوب الاختبار أنّ الفضة الغروية يمكن أن تقتل مجموعة واسعة من البكتيريا، وهذا يفسّر استخدامها في بعض منتجات الرعاية الصحية مثل كريمات الجرح، وضمادات الجروح والمعدّات الطبية.


مكافحة الفيروسات


حيث أشارت بعض الدراسات إلى أنّ الأنواع المختلفة من الجسيمات النانوية الفضية قد تساعد في قتل المركبات الفيروسية، ومع ذلك يمكن أن تختلف كمية الجسيمات النانوية الموجودة في المحلول الغرواني، وقد وجدت دراسة حديثة أنّ الفضة الغروية غير فعالة في قتل الفيروسات، حتى في ظروف أنابيب الاختبار.

مقاومة الفطريات حيث يقال أيضًا أن الفضة الغروية قد تكون قادرة على علاج الالتهابات الفطرية، كما أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على أنابيب الاختبار أنّها قد توقف نمو بعض سلالات الفطريات، ومع ذلك فإنّ العديد من الأشياء يمكن أن تقتل الفطريات في المختبر، وهذا لا يعني أنّ الفضة الغروية يمكنها علاج الالتهابات الفطرية عند البشر.

إرسال تعليق

0 تعليقات