آخر الأخبار

لكرونا وجوه أخرى


 





د . محمد إبراهيم بسيونى
عميد طب المنيا السابق – مصر


هذه الجائحة لها عدة أوجه وطبعا أهمها الوجه الصحي ويليه في الأهمية الوجه الاقتصادي.


في السيناريو المثالي تختار السلطات في كل دولة ما تعتقد انه الإستراتيجية الانجح من وجهة نظرها طبقاً لظروفها للوصول الى اقل نسبة وفيات واقل ضرر اقتصادي ممكن أثناء الوصول الى مناعة القطيع (مناعة ال70 % من السكان). وبما ان الوصول الى مناعة القطيع عبر لقاح ليست متاحة في الوقت الحالي فالخيارات المتاحة محدودة ومنها ما هو قابل للتطبيق ومنها ما هو غير ذلك.



لا خلاف الآن على ان النجاح هو ان يحقق هذا الخيار (في الوضع المثالي) إمكانية ان يتم انتقاء ال 70 % هؤلاء (الذين سيكون لديهم مناعة مكتسبة من خلال إصابتهم بالمرض) من الأشخاص الأفضل فرصاً في الانتصار في تلك الحرب مع الفيروس وان يتم دعمهم بخدمة طبية متاحة في حال احتياجهم لها. على ان يكون ال 30 % المتبقون (الذين سيتمتعون بمناعة القطيع فقط) من الفئات الأكثر حاجة للحماية مثل كبار السن والمرضى (لا من الVIP من رجال السياسة والاقتصاد المهمين) وهذا ما يطلق عليه الآن تسوية أو تستطيح منحنى العدوى.



أصبح من المتفق عليه الآن على نطاق واسع أن كل بلدان العالم تحتاج إلى "تسوية المنحنى" عن طريق فرض التباعد الاجتماعي. ومن المتفق عليه ايضاً  ان الهدف من ذلك هو إبطاء انتشار الفيروس حتى لا يتسبب تدفق سيول من أعداد المرضى في تعريض نظام الرعاية الصحية للانهيار تماماً، كما حدث او كاد ان يحدث في إيطاليا مؤخراً.
‏وهذا يعني أن المجتمع يحتاج أن يستمر الوباء في الانتشار ولكن بسرعة منخفضة، حتى نصل الى نسبة ال70 % تدريجياً (هذا بالطبع بافتراض أن المناعة تستمر لفترة طويلة، وهو الامر الذي نأمله لكن لسنا متأكدين منه حتى الآن) أو حتى يتم إنتاج اللقاح.




‏والسؤال الآن: كم من الوقت سيستغرق ذلك، والى اي مدى يجب أن تكون القيود الاجتماعية قاسية؟



علينا بالصلاة والدعاء والالتزام بالإجراءات والتعليمات الوقائية والفحص والاختبار.



إرسال تعليق

0 تعليقات