هادي جلو مرعي
آلاف العراقيين في بلدان مختلفة يكررون نداءاتهم الى المسؤولين في الحكومة
لينجدوهم في هذه الظروف العصيبة والقاسية التي يواجه العالم فيها عدوا شريرا أودى
بحياة الآلاف من البشر في كل الدنيا، ومازال يطلب المزيد من الضحايا، فهم عالقون
بسبب تفشي الوباء، ولايمكنهم الحصول على فرصة العودة الى الوطن، وهذا وقت القرارات
الشجاعة وليس التردد. فمن الصعب أن نتخلى عن أبنائنا حتى الذين غادروا لأنهم سئموا
العراق، وماعادوا يطيقون العيش فيه بسبب المشاكل الأمنية والسياسية، وإنسداد الأفق
في أوقات ماضية، ولكي نثبت لهم إن العراق يمكن أن يعود ليحتضن أبناءه لأن الأب
لايعبأ بمشاكسات الأبناء، ودلالهم وجموحهم، لكنه مستعد ليحتضنهم في الوقت الذي
يريدون.
وهذا في حال تنزلنا عند قول البعض ممن يسيئون الظن بالعالقين خارج البلاد،
والحقيقة غير ذلك، فمئات من المواطنين غادروا للعمل والسياحة والعلاج والتجارة
وزيارة الأقارب والأهل، ولهم الحق الكامل بالعودة، وعلى الحكومة العراقية أن تفعل
كل مافي وسعها أسوة ببقية الحكومات في العالم، ومنها دول في الجوار والخليج وبلدان
عربية خصصت طائرات، ومنحت التذاكر المجانية لرعاياها لتضمن عودة آمنة لهم، ورعاية
صحية كاملة، فليس كل من غادر العراق هو عدو، وحتى المعارض والرافض والفار من أوضاع
بلده له الحق في العودة، فهو لم يعارض الوطن، ولم يهرب من حبه، وهذا واجب مهني
وإنساني لابد من تلبيته لأن صبر العالقين نفد، ومعاناتهم زادت، وأموالهم انفقت،
وليس من العدل تركهم ليضيعوا في غياهب المجهول.
0 تعليقات