آخر الأخبار

سبعة عشر عاما لم تذهب بغداد وحدها








محمود جابر



وحدة عربية وحدة  ضد السلطة اللى بتدبحنا ................
---

واللى هيضرب فى بغداد بكرة هيضرب الوراق

--

اللي خانوا العهد بينا واستباحوا كل حاجة

و استهانوا بالعروبة واستكانوا للخواجة
مستحيل حيكونوا منا نحنا حاجة وهما حاجة
هما باعوا الجلابية والوطن و البندقية
واحنا أصحاب القضية احنا ما بنبيعش مصر




بهذه الهتافات كنا نقيم مظاهراتنا  التى بدأت مع احتشاد قوات التحالف وعقد نيتها لضرب وغزو العراق فى 2003م، هذه المظاهرات التى بدأت من مدينة الزقازيق أمام جامع النهضة ومبنى المحافظة وميدان عرابى، حتى أجبرنا السلطة على عقد لقاءات للقوى الشعبية فى كل ميادين مصر ونواديها، كنا عبارة عن جماعة صغيرة كاتب هذه السطور وصديقى المحام وحيد سالم وزوجه والسيد زينب المغاورى  وعاطف المغاورى وتامر دياب والأستاذ سمير المنشاوى – رحمه الله – وفاروق ناصف و مجدى زعبل ومحد صبرى وجمال الشامى وعدد كبير من قيادات العمل السياسى واستمر هذا العمل كل جمعة عقب صلاة الظهر حتى فى ظل التهديد المباشر لشخصي من قبل أمن الدولة … بيد اننى وزملائي من مختلف التوجهات السياسية والإيديولوجية كنا ندرك خطورة سقوط العراق فى يد الولايات المتحدة الأمريكية .



العراق الذى تجرع مرارة الحصار ونقص الغذاء والدواء وحصار الجيران منذ غزو الكويت وحتى سقوط بغداد واحتلالها، دفع فاتورة باهظة الثمن نتيجة لرعونة السلطة السياسية العراقية واستبدادها، ونتيجة دول الجوار التى حاولت أن تجعل من العراق حصان طروادة فى حرب أمريكية أمريكية مع الجوار الرابح فيها خاسر، هذه الحرب التى لم تنتهى لا بتجرع الخمينى السم، ولا بدخول جيش العراق الكويت، ولكن استمرت حتى سقطت بغداد، وضعف العمل العربى، وجرى ضرب بيروت فى 2006، وانفجر الربيع العربى فى 2011، وانفجرت موجة عنف وحرب فى كل سوريا، وسقطت وتقسم اليمن ….

المهم ان حركتنا فى مصر لم تنتهى بالقبض عليا فى الأول من ابريل نيسان 2003، ووقتها عشنا أسوء يوم فى حياتنا حينما بلغنا نبأ دخول القوات الأمريكية وانهيار الجيش العراقى ….



قضيتنا لم تكن يوما قضية نظام حاكم فالشعب العراقى وحده هو المسئول عن محاسبة حكامه وهو صاحب الرأي، أما نحن كنشطاء سياسيين وأصحاب كلمة فقضيتنا قضية أمة لا نريده ان تضرب بيد عدوها الذى لا يرد لها خيرا او سلاما او ديمقراطية او حرية، الغاية الأمريكية من غزو العراق او من الحرب التى بدأت فى 1980، هو استنزاف الأمة وتحطيم قدرتها وإطلاق محفزات إقليمية من عواصم غير عربية لتمارس نفوذها داخل الأقطار العربية من اجل ان يتحول الصراع من صراع بين أحرار الأمة العربية والامبريالية وصراع عربى صهيونى الى صراع عربى عربى وصراع سنى شيعى وصراع عربى كوردى وصراع امازيغى عربى وصراع حوثى يمنى و ووووو



وهو الحاصل اليوم فى كل ربوع الوطن العربى، هو الحاصل فى العراق من استبدال الظالم وبقاء الظلم، من سقوط رئيس وزراء منذ قرابة ستة شهور وما يزال على رأس السلطة السياسية لعجز الجماعة السياسية على الاتفاق على شخص يترأس الحكومة ويدير مصالح البلاد والعباد فى ظل جائحة تهدد كل شىء فى العراق وتراجع ميزان المدفوعات وتوقف كل الحياة هناك …



وهو الحاصل فى اليمن من صراع الإخوة الأعداء رغم انقسام السلطة ما بين عدن وحضرموت وصنعاء وقرار حائر فى العديد من العواصم ونقص فى كل شىء وفرح كل امير حرب بما تحت يديه.



وهو الحاصل فى سوريا التى يسير أمرها الروسى من ناحية والتركى من ناحية اخرى والايرانى فى ناحية ثالثة وانفصال كوردى فى عين العرب وكوبانى وقوات أمريكية تضع يديها على آبار النفط …




يحدث هذا فى ظل عجز الدولة اللبنانية على إدارة شئونها نظرا لاستهلاك مدخراتها ومديونياتها للمؤسسات الدولية المقرضة وصراع محاور داخل دولاب العمل السياسى اللبنانى …

يحدث ذلك فى ظل الحصار المضروب على إيران التى تواجه جائحة كورونا فى ظل حصار مادى ودولى واقليمى ربما هى سبب فى بعضه وربما هى رغبة أمريكية مجرمة فى تركيع ايران وكسرها.




وكسر العراق كان مخطط له ان يحول الصراع بين العرب والصهاينة الى صراع بين السنة والشيعة وصراع على الهوية، ساهمنا نحن العرب بجزء كبير منه وكان للثورة الإيرانية نصيب لا يقل عن نصيبنا نحن العرب، ولعبت جماعة الإخوان عبر تنظيماتها فى كل المنطقة دور كبير متحالفة مع السلفية بكل ألوانها حتى أصبح قطار التطبيع هو قطار الساعة ….




الحاصل أن السبعة عشر عاما الماضية لم تدفع العراق ثمنها وحدها، بل دفعته كل الأقطار العربية نتيجة حسابات خطأ، أفقدت الأمة العربية وحدتها وأفقدت الأمة العربية اصطفافها، وأفقدت مجلس التعاون الخليجى وجوده وأفقدت الأقطار العربية انتمائها …




انا هنا لا الطم خدى بالكلمات ولا اشق جيوب الواقع على ما جرى، ولكن هذه الكلمات ربما مراجعة للمواقف واستذكار لما حدث، لنقول للجميع اننا جميعا ندفع الثمن وعلينا جميعا ان نواجه الواقع وعلينا جميعا ان نقف ونتفق حلول يتنازل كل منا عن جزء مما يريد حتى نستطيع ان نكمل المسير فى عالم لا يحترم غير الاقوياء والمتحدون والمتراصون وان من يتآمر على نفسه فإن حتما هالك ومنهزم .








إرسال تعليق

0 تعليقات