آخر الأخبار

كابينة الكاظمي تحتاج لنيل ثلاثة أنواع من الثقة










محمد كاظم خضير



طبخة تشكيل الحكومة الكاظمي لم تنضُج والرئيس المكلّف الكاظمي يخوض معركة قاسية حول توزيع الحقائب في حال صدقت النوايا، وكانت الاخبار المسربة من الغرف المغلقة صحيحة، فإننا سنكون في غضون ساعات أمام تحديد رئيس الجمهورية برهم صالح موعد وبرنامج الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف الشخصية جديدة التي سيوكل إليها تأليف الحكومة أيضا ، بعد ان ضخت في الساعات الماضية موجات تصريحات من تحالف الفتح ضد أسماء الكابينة أعقبت حركة من المشاورات شهدتها المقرات الرئيسية من اربيل إلى بغداد الئ الانبار .


وبما أن المثل الشائع يقول بأن الشياطين تكمن في التفاصيل فإن أحداً لا يستطيع الجزم أقله اليوم بأننا بتنا على مقربة من التأليف بعد ان أصبحت الشخصية التي ستكلف بعملية التأليف معروفة وهو مصطفى الكاظمي الذي قام في الساعات الماضية بمروحة من الاتصالات واللقاءات بغية المطبات التي يُمكن ان تبرز أمامه محطة الولوج في التأليف، خصوصاً وانه لم يتوافر بعد بشكل نهائي الإجماع السياسي حول شكل الحكومة.

وبالرغم من تقاطع العديد من المعلومات حول التأكيد بأن الطريق إلى التأليف باتت معبدة، وان البحث انتقل إلى مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب، فإن مصدر وزاري مطلع على مسار المفاوضات الجارية رفض تأكيد أو نفي هذه المعلومات معتبراً انه من المبكر الحديث عن وصول سباق التأليف إلى نقطة النهاية، وان ما يضخ من موجهات تفاؤلية يبقى مرهوناً بالساعات المقبلة، كما انه يبقىمرهوناً بعدم وجود أفخاخ.


ورأى ان مصدر هذه الموجات التفاؤلية كان الجولات التي يقوم بها مصطفى الكاظمي وإعلانه بأن الأجواء إيجابية، إضافة إلى كلام المتداول بأن الأيام المقبلة ستحمل تطورات إيجابية،



غير ان هذا المصدر في تقديره ان هذه التفاؤل ما زال ينقصه عناصر موضوعية، لأن الحكومة التي ستؤلف يجب ان تكون قادرة على نيل ثلاثة أنواع من الثقة: أولا: الثقة الدستورية وهي مستمدة من مجلس النواب، ثانياً: الثقة الشعبية وهي تؤخذ من التظاهرات الشعبية، ثالثا دعم دولي ، وأي حكومة ينقصها عنصر واحد من هذه العناصر الثلاثة لا تستطيع ان تقلع، وحتى هذه الساعة فإن العناصر الثلاثة غير متوافرة، وهو ما يجعلنا غير قادرين على الجزم بأي شيء قبل حصوله، لأن القرار الخارجي للتأليف لم يصل بعد.



وإذ يعتبر المصدر المشار إليه بأن الأمور لم تنضج بعد على الرغم مما يقال، فإنه يرى ان عملية التأليف ليست مشكلة ومن الممكن تأليف حكومة في غضون ساعات، إنما الذي يطرح نفسه في هذه الظرف هل نريد حكومة تحكم أم تصرف أعمال، حكومة تصل إلى المجلس وتأخذ الثقة أم حكومة تسقط في الشارع، حكومة مشكل أم حكومة حل، وحكومة محاربة الفساد أم متابعة الفساد، وأخيراً حكومة إنقاذ أم حكومة أشراف على الانهيار الاقتصادي؟

ويلفت المصدر النظر إلى ان عقد التمثيل ما تزال ظاهرة بقوة على مسرح التمثيل وهي موجودة في التمثيل الشيعي والسنّي وكردي ، وبالتالي فإن هذا الموضوع يحتاج إلى المزيد من التشاور هذا ناهيك عن توزيع الحقائب، وهذا ما يجعلنا نميل إلى عدم الإفراط في التفاؤل بقرب ولادة الحكومة التي ما تزال تحتاج إلى الكثير من العناصر التي يجب توافرها حتى يمكننا القول بأننا اقتربنا من موعد التأليف.



في مقابل، هذا المشهد الضبابي لفتت مصادر سياسية عليمة إلى ان المناخات التي أفضت إليها حركة المشاورات التي امتدت إلى ساعات الليل حملت إشارات إيجابية حول التوصّل إلى تفاهم مبدئي بأن تكون الحكومة تواقفية سياسية وبالتالي فإن عجلة هذه المفاوضات التي ستتكشف اليوم تندفع بقوة إلى الامام باتجاه تحقيق هدف التأليف، بعد ان حققت مشاورات الأمس تقدماً يُمكن البناء عليه في إزاحة ما يُمكن ان يظهر من عراقيل أمام مسار التأليف.



وفي رأي هذه المصادر ان مسألة التأليف باتت أقل تعقيداً من ذي قبل وانه من الممكن الوصول إلى خاتمة سعيدة في وقت قريب ما لم يطرأ في الربع الساعة الأخير أي لغم تعطيلي غير موضوع في الحسبان.

إرسال تعليق

0 تعليقات