آخر الأخبار

رمضانيات (2) يوم الشك والنيّة المردّدة














عز الدين البغدادي


هناك إشكال قديم أثير في صيام يوم الشك وهو اليوم المردد بين كونه الأخير من شعبان أو الأول من شهر رمضان (أو أي شهرين آخرين متتالين). ورغم مشروعية صيام يوم الشك إلا أن هناك رأيا بين الفقهاء المعاصرين وحتى كثير من القدماء يتعلق به، وهو أنه يصام على أنه من شعبان ( أما استحبابا أو قضاء) ثم بعد ذلك إن ظهر أنه من شعبان فهو على نيته وأن ظهر من رمضان احتسب منه.



وقد ذكر معظم الفقهاء المعاصرين أنه يحرم صوم هذا اليوم بنيّة شهر رمضان، أو صومه بنية مرددة بمعنى أن يصومه على إنه مستحب ان كان من شعبان وواجب ان كان من رمضان باعتبار أنه لا يعلم واقع هذا اليوم.


وقد استدل لهذه الفتوى لعدم جواز ترديد النية، لأن النية فيها النعيين والجزم، والترديد يتنافى مع ذلك.



إلا أن هذا الأمر فيه مجال للنقاش، وذلك أن نيّة القربة التي يطلب تحقّقها في العبادة تحقّقت بحسب الفرض لأنّه يصوم تقرّبا لله، والتحديد مطلوب فعلا لكنه متحقق بمقدار ما يمكن، أي إنه إما آخر شعبان أو أول رمضان، وهو كافٍ بحسب ما يمكن. أي إنه لما لم يمكن التحديد التفصيلي لأنّ الأمر من أساسه لا يقبل التحديد، لأنّه يوم شكّ، فلا يمكن أن يكون هناك تحديد أكثر من هذا، فإنه يكفي الترديد بينهما. لا سيما وأن النية لا تقلب الواقع بل ولا تؤثر عليه فسواء نويته على أنه من شعبان أو من رمضان فلن يغير هذا شيئا.


وعلى هذا، فلا مانع من ترديد النية بين آخر شعبان وأول رمضان، وممن ذهب إلى هذا الرأي من فقهائنا أي إلى صحّة النيّة المردّدة ابن أبي عقيل والشيخ في المبسوط والخلاف، كما ذهب إلى هذا ابن حمزة والمحقّق الأردبيلي والفيض الكاشاني.





رمضان مبارك وتقبل الله أعمالكم

إرسال تعليق

0 تعليقات