آخر الأخبار

صالح من بعد صالح









علي الأصولي

ولد السيد الخطيب المشهور والشاعر المعروف السيد صالح بن السيد حسين بن السيد محمد المعروف بالحلي، سنة (1289) في مدينة الحلة، وهاجر منها صوب النجف الاشرف وهو في العقد الثاني من العمر، وانتسب لحوزتها، واخذ علومه من كبار رجالها آنذاك، من أساتذته: الشيخ سعيد الحلي، والشيخ عبد الحسين الجواهري، والسيد عدنان السيد شبر الموسوي الغريفي، والعلامة الشيخ جواد محي الدين، والشيخ علي بن الشيخ باقر الجواهري،



وحضر أبحاث الخارج عند الشيخ طه نجف والشيخ آغا رضا الهمداني، وآغا نور الاسترآبادي، والشيخ الملا كاظم الآخوند الخرساني،



غير أنه اتجه للمنبر والخطابة تاركا كل ما حازه من فضل وشهرة في الحضور الدرسي آنذاك،


في عام (1352) نفته الحكومة العراقية من النجف للبصرة على أثر مشكلة الانتخابات البرلمانية الأولى للمجلس التأسيسي في ذلك الزمان حيث تريث علماء النجف في إبداء الرأي، بينما السيد صالح الحلي ذهب إلى خيار المقاطعة والمناهضة والدعوة بقوة إلى هذا الرأي من خلال منبره النجفي الذي كان عاجا بحضور الناس ومن يتشوقون لمساع محاضراته الجزلة، فكان الخيار الحكومي هو أبعاد السيد للبصرة لمدة ستة أشهر،


ناهيك عن المشكلة التي دخلت النجف الاشرف أزمة سياسية فيما سبق، المعروفة بأزمة الدستورية والمستبدة، بين معارض وموافق،
فكان الفقيه السيد محمد كاظم اليزدي من المؤيدين بقوة للمستبدة، بينما كان الأصولي الشهير الشيخ كاظم الخرساني من المعارضين بإصرار للمستبدة ومناصرة الدستورية،


وخاضت النجف الاشرف صرعا مريرا حول هذه المشكلة فكان السيد صالح الحلي، مع الشيخ الخرساني وراح يعنف بخطبه وشعره جماعة المستبدة وعلى رأسهم السيد اليزدي صاحب( العروة الوثقى) حتى قال فيما قال في شعره


فوالله ما أدري غدا في جهنم


ايزديها أشقى أم يزيدها

وقال في موضع آخر:

وفتاة تقول وهي تصب الماء

قلدت كاظما قلت صبي !!


وفي هذا البيت اختلفوا في معنى ( صبي )


منهم من قال: أن السيد الحلي شبه اليزدي بالصابئي،


ومنهم من قال: أن السيد الحلي شبه اليزدي بكاظم صبي، وهو من أشقياء محلة المشاهدة في النجف الاشرف، وعلى أي تقدير، فهذا وصف معنف جدا ولو حاول أحدهم في أيامه هذه ان يصف من بوزن السيد اليزدي بل اقل منه بكثير فلا يسلمن على نفسه !


وكيفما كان: يبدو بأن مقولة ( صالح من بعد صالح ) سوف تختفي من الحضور ببركة انعدام الوعي والتقليد الأعمى والصنمية التي تهدف إلى إلغاء دور العقل والفكر في قبال وقبول آراء آلهة اليونان!



إرسال تعليق

0 تعليقات