نيوتن العبرى

د.أحمد دبيان

إسحق نيوتن العالم العظيم وفضلاً عن عبقريته الفيزيائية كان يملك من الشجاعة أن يتبنى عقيدة لاهوتية مخالفة لمجتمعه ويعلن ذلك بل ويكتب مدافعاً عن عقيدته .

لا أدرى من هو نيوتن الذى اختار أن يتخفى وراء إسم العالم الكبير ليخرج لنا فى إقتراح مريب

عن استحداث وظيفة، عن شبه جزيرة سيناء و يكون المسؤول عنها باسم حاكم سيناء ولتكن مدة الحكم ستة سنوات لتكون مهمته أكبر من مهمة المحافظ أى تكون له صلاحيات أوسع وأكبر من صلاحيات المحافظ.

بل وتعدى ذلك أن تكون سيناء مقاطعة على غرار مقاطعة بافاريا الألمانية. لها وزارة كاملة يترأسها رئيس وزراء. ووزراء فى كل الاختصاصات تحت سيادة السلطة الأم فى القاهرة مثلما يحدث فى ألمانيا.

بداية المقال النيوتنى منشور فى جريدة المصرى اليوم التجديد الأحدث لجريدة المصرى القديمة لصاحبيها الإخوان أبو الفتح والذين قاما بإنشاء وبتمويل من المخابرات الفرنسية إذاعة مصر الحرة لمهاجمة مصر فى الخمسينات والدعوة لعودة المحتل بعد تأميم مصر لقناة السويس.

صاحب المصرى اليوم السيد صلاح دياب هو ابن أخت للإخوان أبو الفتح ، وبالطبع الثوب الليبرالى صار هو العباءة الفضفاضة التى تتسع لتشمل وتدارى العبث التفكيكى لكل أعداء الجمهورية المصرية .

حاكم سيناء بسلطات ادارية ستة سنوات دعوة ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب .

هل ستخضع وقتها قوات الجيش للحاكم الجديد ام لقيادة القوات المسلحة ؟

هل سيكون له حق التنسيق مع القوات المتعددة الجنسيات ام سيبقى هذا حق للدولة المصرية ؟

هل سيكون له حق الاقتراض عالمياً خارج مظلة الدولة وهل ستكون المطالبة من الحكومة المركزية أم منه ؟

وهل سنحتاج وقتها لتأشيرة دخول للولوج الى أرض سيناء كما كان الحال فى قناة السويس قبل التأميم أم سيكون للشعب المصرى رسوم مخفضة؟

الأقاليم التى تم سلخها من دولها الأم مثل هونج كونج وتايوان لا زالت ورغم العودة الشكلية لدولها نواة لإنفصالات لاحقة مؤجلة .

السيد نيوتن المصرى اسماً ، المدلس الذى جبن على ان يصرح باسمه يريد ان يتحقق التفكيك والانسلاخ تحت لافتة أفكار تجديدية براقة وبرعاية أصدقائه فى تل الربيع .