أحمد مبلغى⧪
[قد قام تجمع أبناء
وادي النهرين بعمل جميل ومفيد للغاية في ذكرى استشهاد المفكر الكبير الشهيد محمد
باقر الصدر، رحمة الله عليه، في شكل برنامج فكري أسبوعي.
المثير للاهتمام هو
أن هذه المجموعة الطيبة التي قامت بهذا البرنامج الأسبوعي، كان لديها نهج جيد، وهو
تركيزها على نقطة إستراتيجية، تجيب على هذا السؤال: ماذا علينا ان نفعل في استخدام
الشهيد الصدر كمصدر فكري عميق لتلبية الاحتياجات الجديدة؟ وما هي آلية وطريقة عملية
تحويل أفكاره العميقة إلى حركة اجتماعية علمية نشطة؟ وأي أسلوب علمي واجتماعي
نتخذه كي يجعل أفكاره وآرائه ومنهجيته تستمر في التدفق والتحرك رغم أنه ليس بيننا
الآن؟
في إطار هذا
البرنامج، دعيت من قبل هذا التجمع ، للمشاركة في برنامج عبر Zoom
لتقديم بحث علمي تحت عنوان "عنصر التاريخ في المنهج الفقهي للشهيد الصدر.
"
سأقدم وأنشر تدريجياً
ما قلته في هذا البرنامج تحت هذا العنوان انشاء الله. سأحاول أن أعرض، من وقت
لآخر، أجزاء من هذا البحث، وبالطبع، ما أقدمه سيكون مع بعض التعديل في بعض
العبارات].
مقدمة في أبرز سمات أفكار
المفكر الشهيد
أ.
تمتاز بالحيوية
لقد أضاف الشهيد
الصدر مجموعة قيمة إلى أدبيات التفكير العميق في العلوم المختلفة. ومع أن جهوده
العلمية يبدو أنها كانت متعددة المجالات والجهات، إلا أننا نستطيع القول وبجرأة
أنه استطاع أن يأتي في جميع هذه الميادين بمباحث فكرية عميقة تمتاز بجودة عالية
وحيوية خاصة وبكونها حاسمة وفاصلة.
ب. تعمق الفكر الإسلامي
ومع هذا كله فإنّ
عمره القصير لم يمنحه فرصة لبسط أفكاره وتوضيحها بشكل أكبر. وقد جاء الآن دور
الجيل الحاضر وكذلك في المستقبل للاستفادة من آثار هذا العالم الكبير المليئة بالأفكار
الراقية في العلوم المختلفة. إن أفكاره يمكن لها بحقّ أن تُوجد أرضية مناسبة
لتنوير وتطوير وتعميق الفكر في المجالات المعرفية الدينية.
ج. تربط الماضي
بالمستقبل عبر الآليات المنطقية
إن أهمّ تساؤل في
تطوير الفقه وتفعيله، هي كيفية الانتقال إلى المستقبل من أعماق الماضي.
والسؤال الذي يطرح
نفسه هو: أين الجسر الذي يربط الماضي بالمستقبل؟ وللإجابة عن هذا السؤال ذُكرت
أفكار مختلفة؛ إلا أنّ الذي يميّز الشهيد الصدر هو سعيه المنظم والمنضبط والذي
يوصي به في الإجابة عن هذا السؤال.
إنّ أفكار الشهيد
الصدر على خلاف الأفكار المتفرقة والتي تتداول المطالب التي طرحها الآخرون، فإنها
تتبنى إيجاد آلية منطقية لربط الماضي بالمستقبل وتسعى ضمن إطار فكري منظومي أن
يجعل الفكر الفقهي في إطار مشخص في مسيرة التحول والتبدل الذاتي والحركة الذاتية
في قبال الزمن.
مرجع دينى إيرانى
0 تعليقات