عز الدين البغدادي
من الطبيعي في عالم
السياسة أن يستعمل السياسي المناورة، او يسوّق نفسه بطريقة ما، او يتكلم بخطاب غير
واقعي الى حد ما.. كل هذا ممكن لكن ليس لدرجة ان يتحول السياسي الى كائن لا يملك
اي شيء من الأخلاق والشرف والمروءة.. صار من الواضح الآن أن ترشيح مصطفى الكاظمي لم
يكن سوى لعبة سخيفة، ولم يكن هدفها غير شيء واحد وهو سحب البساط من تحت المكلف
عدنان الزرفي، لا سيما وانه كان يمثل خيارا سيئا جدا ومرفوضا تماما من الدولة
الجارة.
المشاكل الآن تثار
وبشكل مبالغ فيه ومستمر بوجه الكاظمي، حتى يضطر الرجل للاعتذار عن الاستمرار في جهوده
لتشكيل حكومة، والكلام زاد بشكل كبير عن ضرورة التزامه بالمحاصصة، لأن جاء نتيجة
توافق لا بد أن يراعيه كما صرح احد النواب اليوم، وهناك احتمال كبير لأن يعتذر
الرجل عن تشكيل الوزارة.
ثم جاءت رسالة عادل
عبد المهدي أمس الذي يثير الشفقة على حاله، بمقدار ما يثيره الاشمئزاز مما اقترفه،
لقد فقد القدرة تماما تجاه بعض القوى التي تحركه وتدفعه، وتتلاعب به، وهو مسرور
جدا لأنه رضي ان يمثل دور دمية غبية.
في رسالته التي أرسلها
أمس إلى رئيسي الجمهورية والبرلمان واعتقد أنها كتبت له تمنى عبد المهدي أن تكون
هذه هي "الفرصة الأخيرة" لتشكيل حكومة، وقال: "إذا لم تنجح
المحاولة الثالثة هذه للتكليف فهل يتوقع احد أن تنجح المحاولة الرابعة والخامسة؟"
وهذا يعني بأنه لن تكون هناك فرصة جديدة بعد انتهاء لعبة الكاظمي، ثم ذكر بأن
استقالته "لم يصوت عليها في مجلس النواب؟" ومعنى هذا انه يستطيع الآن إنهاء
الوضع بحركة بسيطة يقوم بها لسحب استقالته، وهذا هو المطلوب الآن، لأن القوى التي
تؤيده أو تدفعه تدرك بان أي حديث عن انتخابات لا يعني سوى انتهاء وجودها السياسي
وهذا ما لا تريده، أو لا يريده لهم من يسيرهم.
0 تعليقات