آخر الأخبار

عالم مابعد كورونا !










ثلاث ملفات هامة اطلع بها كورونا .... الاول .. الاقتصاد والمؤسسات المالية ومديونيات الحكومات ... والثانى .. أعمار البشر فى كثير من الدول وخاصة الاوروبية ... الملف الاخير ملف العولمة ترى كيف سيصبح العالم بعد كورونا .............


محمد صالح صدقيان




أمر مخيف عندما نسمع ونشاهد الوضع الصحي المتردي الذي تعاني منه الولايات المتحدة الأمريكية بسبب انتشار « فيروس كورونا » .


 صحيح أن هذا الوباء « جائحة كورونا » أصاب العديد من دول العالم وأنظمتها الصحية ، ودعاها لاستخدام أنظمة محلية تستند إلى إمكاناتها من اجل معالجة انتشار الفيروس .


لكن الصحيح أيضا أن العالم لم يكن يصدق تخبط « الدولة العظمى » وهي الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة هذا الفيروس المنحوس الذي لا يرى بالعين المجردة ؛ بل لا يرى حتى بالمجاهر الطبيعية !.



الرئيس الأمريكي الذي تساهل كثيرا مع كورونا « ربما لأسباب انتخابية » ، اضطر في نهاية المطاف إلى تغيير لهجته بعدما استفاق على واقع وحقيقة ، وهي عدم وجود كمامات وقفازات يحتاجها الكادر الطبي في مستشفيات نيويورك وان الجثث تملئ القاعات والصالات!.


الرئيس ترامب الذي لايزال يندب حظه العاثر لمجيء هذا الفيروس في غير موعده ، وتحديدا قبل الانتخابات التي تجرى في نوفمبر القادم ، اضطر إلى إقالة قائد حاملة الطائرات روزفلت بعد اتهامه بتسريب معلومات عن إصابات بفيروس كورونا في هذه السفينة التي تعتبر من السفن البحرية العسكرية الإستراتيجية .



الغريب أن هذه السفينة كانت في يوم ما تٌرسل إلى هذه المياه أو تلك لإرهاب أعداء الولايات المتحدة ، لكنها اليوم ترهب السكان الأمريكيين في نيويورك جراء إصابتها بكورونا!


كنا نتوقع حدوث الكثير من الأمور والتطورات في العالم والمنطقة ، لكننا اليوم نقف حيارى لا نستطيع تفسير ما يحدث في الدول التي كنا نقف مبهورين أمام قوتها وعظمتها وتفوقها العلمي والتقني ؛ بل في بعض الأحيان قزمتنا هذه العظموية وجعلت البعض لا يرى نفسه إلا من خلال قوة الولايات المتحدة وعظمتها وناطحاتها!.


لا أريد تبسيط هذه القوة وأهميتها بيد أنها سكتت في الوقت الذي كان لابد لها أن تتكلم وان تسد العجز الذي يعاني منه سكانها قبل غيرهم لإعطائهم محارم التواليت على اقل تقدير! .


لم أكن أتصور أو يخطر ببالي أن تقوم الولايات المتحدة بسرقة كمامات صينية مرسلة إلى ألمانيا أو فرنسا ، أو أن تقوم ايطاليا بسرقة كمامات مرسلة إلى تونس !


الغريب أن هذه السرقات ليست لصواريخ باتريوت او رؤوس نووية ، أو لمادة الزئبق الأحمر .. أنها لكمامات لا يزيد سعر الواحدة منها 10 بنس ، وتصنع من خلال ماكنة خياطة « سنجر » كانت جدتي تملكها قبل خمسين عاما !


كثيرون يفكرون كما أفكر ، ويكتبون كما اكتب ، عن العولمة والصناعة والاقتصاد والسياسة والذهب والعملة وعن مرحلة ما بعد كورونا .


 هل فعلا ان العالم يسير الى عالم جديد وقواعد جديدة ؟ لا احد يشك بذلك وإن اختلفت الرؤى والتفسيرات .



المهتمون بالمستقبل يعتقدون ان « كورونا » ساهم في تسريع انفجار ثلاث ملفات عالمية كانت مهيئة للانفجار آجلا أم عاجلا لكن « الصديق اللدود كورونا » عجّل في هذا الأمر وأزاح الستار عن « عالم جديد » و « جيل جديد » لم يكن يتحقق لولا هذا الضيف غير المرغوب به !


الملف الأول ، المديونية . كل دول العالم واقعة تحت طائلة المديونية لدول ومنظمات ومؤسسات مالية متعددة ومعقدة تهيمن على اقتصاديات العالم . دول مختلفة في العالم تملك ديونا اكبر بكثير من ثرواتها واكبر من ناتجها القومي وهي بالتالي لا تستطيع سداد ديونها بأي حال من الأحوال . بعض الدول كلبنان قالت بوضوح وبكل شفافية أنها لا تستطيع سداد الديون وان ديونها اكبر من حجمها . كورونا جاء ليضع حد لهذه الديون وعجل في تصفيرها أو إعادة ترسيمها ونقطة على السطر . ألمانيا تملك ثروة لكن هذه الثروة في ايطاليا واسبانيا .


كورونا سيصفرها ونقطة على أخر السطر . هذا هو العالم الجديد .



الملف الثاني ، الأعمار . العالم المتقدم وصل إلى حافة الانفجار بأعماره المتقدمة التي وصلت إلى درجة خطيرة لا تنسجم مع قواعد الاقتصاد . مستوى الأعمار في ألمانيا 49 عاما وفي ايطاليا 48 عاما بمعنى أن نصف أعمار هذه الدول بمستوى 48 عاما . لا يمكن لأي اقتصاد ان ينهض بهذا المستوى من الأعمار . انه اقتصاد عجوز . الرابح هي الدول التي تملك فئات عمرية شابة كما هو الحال في الدول النامية . انه « عالم جديد » و « جيل جديد » .



الملف الثالث ، العولمة . العولمة الاقتصادية التي بدأت في العام 1996 لم تستطع ان تحقق أهدافها ولم تستطع ان تقنع أصحابها أنها قادرة على الاستمرار في مساراتها المختلفة . كورونا أطلق رصاصة الرحمة عليها . لم يعد اليورو الأوربي يتربع على عرش الاقتصاد العالمي ، كما ان الدولار الأمريكي لم يعد سيد العالم ! ان الاقتصاد العالمي غير مستعد ان يعود للعولمة العجوز ، وإنما لمرحلة جديدة من « الهوية الوطنية » . وللبحث صلة .

إرسال تعليق

0 تعليقات