هادي جلو مرعي
مقتبس (مناعة القطيع هي إستراتيجية طرحتها بريطانيا في أول مارس
للتعامل مع الأزمة. وفي اختصار، يرى أصحاب النظرية بأن نسمح للفيروس بأن ينتشر
تدريجيا فيصيب نسبة كبيرة من السكان، وبعد أن يتعافى معظمهم سيكونون مناعة ضده،
وعندما يتكون لدى عدد كبير من السكان مناعة تقل فرص انتشار الفيروس، وينحسر
تدريجيا، وتنتهي الأزمة).
ما تعرض له رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون من نقد لاذع في بواكير
أزمة كورونا بعد طرحه نظرية مناعة القطيع ينحسر رويدا، ويتحول الحديث عن ضرورة
تطبيق الفكرة على مستوى العالم، وليس في بريطانيا وحدها، ففي مصر والعراق والأردن
ودول عربية يطالب البعض بفتح الحياة من جديد، وعدم الاستمرار في الإغلاق نتيجة
لمخاوف من تفشي الجوع والمشاكل الاجتماعية، الأمر الذي تعيشه بوطأة أشد دول الغرب
في أوربا والولايات المتحدة، وبرغم تزايد عدد ضحايا الفيروس في نيويورك وولايات أمريكا،
وإصابة مئات الآلاف، وموت آلاف آخرين، لكن الجدل بين ترامب، وحكام الولايات،
ومسؤولين صحيين ترتفع حدته حول استمرار الإغلاق الاقتصادي من عدمه، وهذا ينسحب على
ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا ودول الإتحاد الأوربي، ولنقل وبصراحة:
في العالم كله.
هناك سبعة مليارات إنسان على الكوكب يتحركون بدأب، ويبحثون عن الطعام
والماء، وظروف الحياة الكريمة، واغلبهم يصارعون من أجل رغيف خبز لا أكثر.
وهولاء ليس بمقدورهم البقاء في البيوت لفترات طويلة مع استمرار التحذيرات
من بقاء التهديد الذي تمثله الجائحة العالمية، ولابد من خروجهم للعمل والبحث عن
الكرامة، وهذا مايجعل سياسة مناعة القطيع أمرا حتميا، وليس اختيارا، وليس الطعام والاقتصاد
لوحده سببا في تغيير نمط التفكير نحو فتح الأسواق والشوارع أمام حركة الناس، بل
لتطورات غير متوقعة مع ازدياد حالات الانتحار بسبب الكآبة والانعزال، والحاجة
المادية، والتوتر العصبي، والعنف ضد النساء والأطفال في المنازل، والشعور
باللاجدوى.
0 تعليقات