آخر الأخبار

درس "هتلر".. والبرنسات الجدد!! التاريخ لا يكذب.. والحقائق لا تموت!!







نصر القفاص


على هذه القاعدة سأحاول أن أنظر لهذا "اللغم" الذي فجره رجل أعمال يكتب – قل أنه يكتب – عمودا يوميا باسم "نيوتن" ويعرف القاصى والدانى, أن هذا "النيوتن" هو "صلاح دياب" مالك الجريدة التى يكتب على صفحاتها – المصرى اليوم – دون داع للانشغال بمن يكتب له.. هل كان "عبد الله كمال" أحدهم؟!


 وهل هو "فلان" رجل "صفوت الشريف" الذى زرعه فى "الأهرام" أم أنه "فلان" الذى تم زرعه فى "الوفد"؟!


وكل هذه هوامش يجب ألا تشغلنا كثيرا.. فالمهم هو الرجل وأفكاره ودوره.


قبل أن أناقش المهم.. وبل الخوض فى خطورة ما طرحه حول بيع سيناء تحت لافتة "تعيين حاكم لمدة ست سنوات" سأذهب للتاريخ وفيه حقيقة يجب أن نعلمها.



كان "هتلر" يمضى فى خططه للتخلص من آثار هزيمة فرضت الإذلال على ألمانيا, بانتهاء الحرب العالمية الأولى.. اعتمد الخطط وبينها الاعتماد على "أوتو ابيتز" وهو رجل أعمال فرنسى يحمل الجنسية الألمانية.. وخلال قراءة الحكاية عليك أن تراجع قائمة رجال الأعمال المصريين الذين يتمتعون بالجنسية البريطانية والأمريكية أو كليهما معا!!



أعود إلى "أوتو ابيتز" رجل الأعمال والمجتمع فى فرنسا.. كان أصدقاؤه من الساسة يتصدرون المشهد.. بينهم رؤساء أحزاب ووزراء سابقين.. صحفيين وفنانين.. أدباء ومبدعين.. رجال أعمال وسماسرة.. تجمعه بهم جلسات ثنائية وجماعية.. يدعوهم إلى "صالون ثقافي" وحفلات رقص!!



بعضهم يفوز برضاه فيصحبه فى رحلات إلى خارج فرنسا.. كل من كان يقترب من الرجل, تظهر عليه آثار النعمة بما لا يقبل شكا.. سيارات.. شقق فاخرة.. سهرات لا يقدر عليها غير من يملكون أموال طائلة..


والنتيجة كانت تظهر فى مقالات تنشرها صحف فرنسا.. كلها تتحدث عن عبقرية "هتلر" وديمقراطيته ونزوعه للسلام.. كتبوا عن روعة وعظمة دور"هتلر" فى مواجهة الشيوعية, وقدرته على بناء اقتصاد قوى فى بلاده..


ظهرت كتب تحمل المعانى ذاتها, وكان يتم ترجمتها للألمانية بمقابل مذهل!!


تحول ساسة وقيادات أحزاب إلى أبواق تمجد فى "هتلر" وتلعن "دالادير" رئيس وزراء فرنسا الذي يمكن أن يذهب بالبلاد إلى الجحيم لو فكر فى التصدى لبطل ألمانيا!!



تغلغل "اوتو ابيتز" فى المجتمع حتى أصبح صعبا التصدى له.. راحت تقارير أجهزة الأمن الفرنسية ضده إلى صناديق القمامة.. لأن تقاريرا أخرى من داخل الأجهزة ذاتها, كانت تنفى عن الرجل أي شبهة!!



 تم ضرب عرض الحائط بآراء من حذروا من خطورة هذا الفرنسى الذى يحمل الجنسية الألمانية.. ووصل الأمر إلى حد معاقبة من يحاول أن ينتقد الرجل.. كان العقاب يتراوح بين تشويه السمعة, أو خنقه ماديا.. ولا مانع من تلفيق قضايا للبعض.



أصبح "اوتو ابيتز" رجلا فوق القانون والمجتمع.. حوله فنانين وصحفيين.. تحول إلى أسطورة تقطر إنسانية وثقافة ووطنية.. كانوا يتحدثون عن فداحة الخسارة التى يمكن أن تطول فرنسا من التفريط فى رجل الأعمال "المقدس" الذى ينجح فى تشغيل آخرين أمثاله – رجال أعمال – فى دائرته وبمنهجه.. فقد كان مطلوبا منه الإنجاز بوتيرة أسرع.. لأن "هتلر" كان قد تحرك وبدأ يقضم دول أوروبا واحدة بعد الأخرى..



أصبح الخوف من "اوتو ايبتز" رعبا, ظهر على الأجهزة وأروقة الحكم.. ولما اقتربت النار من "فرنسا"جروء رئيس وزرائها "دالادير" على اتخاذ قراره متأخرا جدا..


 أصدر أمرا بإبعاد "اوتو ايبتز" عن البلاد إلى ألمانيا.. فوجئ باحتجاج شديد اللهجة من وزير الخارجية الالمانى لنظيره الفرنسى..



الاحتجاج قال أن قرار رئيس وزراء فرنسا غير مقبول, وأن رجل ألمانيا تمت إعادته للأراضي الفرنسية مع تحذير من الاقتراب منه..


رضخ وزير الخارجية الفرنسى وأقنع رئيس الوزراء بأن ينحنى للريح!!


بل أصدر بيانا يؤكد فيه على أنه ليست هناك أية شكوك حول "اوتو ابيتز".



تقدم "هتلر" نحو فرنسا.. احتلها.. أسقط عاصمتها "باريس" ثم رفع الستار عن رجاله داخل المجتمع الفرنسى.. كان عددهم مذهلا ومواقعهم صادمة.. والأهم أن "اوتو ابيتز" أصبح سفيرا لألمانيا فى فرنسا بعد احتلالها, وتولت الأمر فيها حكومة "فيتشى" العميلة ورئيسها "بيتان" الذى كان أحد أبطال وقادة الجيش الفرنسى خلال الحرب العالمية الأولى!!


ويمكنك أن تعرف تفاصيل أكثر لو قرأت كتاب "عليكم السلام" للأستاذ "محمود عوض" لا أظنك ستسألني عن سر كتابتى لهذه الحكاية؟!



وإذا سألتني.. سأقول أن "التاريخ لا يكذب.. والحقائق لا تموت".


ثم بعد ذلك أسمح لنفسي بالاجتهاد, لأرى أن فكرة "البرنس نيوتن" وما هو ببرنس!!


 أراها جزء من خطة إرباك للمجتمع وإشغال للقيادة السياسية..



وهى خطة تم وضعها والتحرك لتنفيذها بعد 30 يونيو 2013.. يتم تفعيل الخطة وتسخينها, ثم تعرف هدوءا وتبريدا حسب سير الأحداث..


كانت موجاتها تتكسر على صخرة مجتمع يثق فى رئيسه "عبد الفتاح السيسى" ويؤمن بأن جيش بلاده قادر على المواجهة مع الشرطة..


حتى جاءت "لحظة كورونا" التى راهنوا على أنها كفيلة بتحقيق هدفهم.. فكانت المفاجأة.. صمودا رائعا.. أداء مبدعا للدولة بكافة أجهزتها وحكومتها.. إلتفافا جماهيريا حول قيادته السياسية, جدد ذكرى ما حدث ببيان 3 يوليو 2013..



 صدرت التعليمات للذين يحملون الجنسية المصرية.. تحركوا.. فتابعنا التصريحات الصادمة للمجتمع.. وعلى جانب آخر تحركت الجماعة الإرهابية, وتم إجهاض عمليتها فى الأميرية.. والكثير من المحاولات التى لا تتوقف, كلها تهدف للإشغال والإرباك.. وكم كان المجتمع رائعا بنخبته الجديدة التى تتشكل بعيدا عن رجال المال من "البرنسات الجدد" وماهم "ببرنسات"!!


وهى النخبة التى رفضت محاولة إعادة إنتاج جمعية "رسالة" والتى رفضت – ومازالت – ترفض حزب "مستقبل وطن".. ورفضت – ومازالت ترفض – إعلاما يشارك فى الإشغال بتركيز جهوده على "الردح" لقنوات عميلة فى "الدوحة" و"اسطنبول" لتخلق "الردح المضاد" أملا فى أن ندور داخل هذه الدائرة المغلقة!!



كانت مصر – ومازالت – قادرة على الاستجابة لتحدى "كورونا" وذلك أدهش أعداءها.. بل قل صدمهم.. هنا كان ضروريا من لعب الورقة التى يعتقدون أنها حاسمة.. يشارك فيها من صنع صالونا ثقافيا لوث شرفاء وللأسف.. ومن نظم مهرجانا فنيا أسقط نجوما كثر.. فلماذا لا يشارك من يديرون أوكارا صحفية وفضائية!! وأستطيع الزعم بأن عافية المجتمع, ونخبته الجديدة التى تتشكل ليست مفاجأة بالنسبة لأمثالي..


فنحن نقرأ التاريخ لنتعلم.. ونؤمن بأن مصر أكبر من كل أولئك السفهاء, ومن الذين يحركونهم.. ولو أجهدوا أنفسهم فى أوقات الفراغ الإجباري المفروض على الدنيا, وفتحوا كتب التاريخ..

ما ارتكبوا جرائمهم فى حق وطن أعطاهم ما لا يستحقونه.




إرسال تعليق

0 تعليقات