أشرف ناجح عزيز
على مر التاريخ، لم ينَل أحد مثل ما نالت من مكانة ومحبة وإجلال عظيم فى
قلوب المِصريِّين جميعًاـ مسلمين ومَسيحيِّين؛ إذ يذكر «الكتاب» عنها: «مُبَارَكَةٌ
أَنْتِ فِى النِّسَاءِ»، ويُجلها «القرآن» إجلالاً كبيرًا: ﴿وَإِذْ قَالَتِ
الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ
عَلَىٰ نِسَآءِ الْعَالَمِينَ﴾: إنها «السيدة العذراء»، التى نحتفل اليوم بذكرى
ظهورها فى كنيستها بالزيتون لتبارك «مِصر» وشعبها بركة فريدة جدًّا .. ولم يكُن
ظهور «السيدة العذراء» فى الزيتون هو الأول فى «مِصر»، إذ سبقته سلسلة من
الظهورات، لكن تجليها فى الزيتون اختلف بكونه ظهورًا عامًّا للشعب، واستمر على
مُدد طويلة وصلت فى بعضها إلى عدة ساعات ..
هذا الكلام الذى أكتبه شاهد عليه السيدة هدى عبد الناصر و حية ترزق لمن
يريد أن يتأكد منها :
اتصل الرئيس جمال عبد الناصر بالبابا كيرلس السادس ليسأله عن حقيقة ما يقال
عن ظهور السيدة العذراء فى كنيستها بالزيتون بداية من يوم 2 إبريل سنة 1968 .. قال
له البابا كيرلس "من يريد أن يتأكد عليه بالذهاب و التحقق بنفسه" .. فأجابه
ناصر الذى كان يحبه جدا ..
حاضر يا والدي .. أرسل ناصر السيد حسين الشافعى و معه السيدة تحية زوجة
ناصر الى كنيسة السيدة العذراء بالزيتون و شاهدا السيدة العذراء و هى تظهر بنور
مبهر فوق قباب الكنيسة و تبارك الحاضرين الذين كانوا بمئات الألوف من المسيحيين و
المسلمين و مختلف الأديان والأجناس و مراسلي وكالات الأنباء ..
ولم يعُد الظهور حدثًا مِصريًّا بل بات عالميًّا .. وكتبت جريدة «الأهرام» الصادرة
الأحد 5 /5 /1968م: ««البابا كيرلس» يعلن: ظهور «العذراء» حقيقة .. بيان رسمى
للبابا يؤكد ظهورها عدة مرات فى كنيسة الزيتون» .. وكتبت جريدة «الأخبار»: «بيان
رسمى من «البابا كيرلس السادس» يعلن: ظهور «العذراء» فى كنيسة الزيتون»؛ وفى عددها
الصادر 8 /5 /1968م: «العذراء» ظهرت مرة أخرى أمام الجموع المحتشدة حول الكنيسة ..
المرضى الذين شفتهم «العذراء» يروون كل ما حدث .. تحديد عدد الزائرين للمنطقة كل
يوم لمواجهة اشتداد الزحام» .. وفى الصحف العالمية، يطالعنا على سبيل المثال ما
نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» فى عددها الصادر 5 /5 /1968م: «رؤى للعذراء فى
القاهرة»، و21 /8 /1968م: «العرب يحتشدون فى الكنيسة المسيحية بالقاهرة بعد تقرير
الظهورات» .. بل و العجيب ان جميع الطوائف المسيحية أيدت ظهورات «السيدة العذراء» حتى
الطوائف التى لا تكرمها او تعطيها حق قدرها مثل البروتستانت فنجد تصرح «القَس د. إبراهيم
سعيد» رئيس الطائفة الإنجيلية لجريدة «الأخبار» الصادرة 6 /5 /1968م يقول فيه : إنه
يؤمن بظهور «السيدة العذراء» بكنيسة الزيتون، وذكر أنه اختتم عظته للمصلين فى
اليوم السابق للحديث: «لقد ظهرت العذراء على هيئة جسمية كحمامة، وظهورها ثابت
بشهادة الشُّهود» .. أيضا شهد كاردينال «إسطفانوس الأول» بطريرك الأقباط الكاثوليك
بمِصر أنه ألَّف لجنة لبحث حقيقة الظهور ودراسته بِناءً على تكليف من «البابا بولس
السادس» بابا الڤاتيكان؛ وقد أعلن نتائج تلك الدراسة فى مايو 1968م: «إن ظهور
السيدة العذراء مريم بكنيسة الزيتون هو ظهور حقيقى ولا يخامره شك؛ فقد أيده كثير
من الأقباط الكاثوليك ممن يوثق بهم: مثل الراهبة «بولا دى موفالو» المعروفة بتحرى
الدقة، وقد روت كيف شاهدت «العذراء» على قباب الكنيسة؛ وقد كان جسمها يرتجف من شدة
الذهول لِما رأته، وهى تقول أنها لم تكُن بمفردها يوم شاهدتها، بل كانت وسط آلاف
من المشاهدين». كذٰلك .. بل إن هذا الظهور المعجزى الذى استمر لأكثر من شهر قد جذب
زائرين من جميع أنحاء العالم .. قالت السيدة الأمريكية «بيرل» صاحبة كتاب «أمام
أعيننا»:
إنه فى يوم 16 /3 /1969م، ظهر نور
فوق الكنيسة، وسحابة من البخور فى التاسعة والنصف مساءً، وظهرت «السيدة العذراء» فى
الثانية والنصف صباحًا، وأنه فى 23 /3 /1969م حضر ثلاثون شخصًا من «سويسرا»، بينهم
سيدة عجوز عمرها 92 سنة مشلولة منذ 20 عامًا، شُفيت فى كنيسة الزيتون قبل عام، وقد
أتت فى ذٰلك اليوم لتقديم الشكر .. شفاعتك يا عدرا مع مصر و العالم كله
0 تعليقات