آخر الأخبار

في ذكرى تأسيسها ( 1934) : ............... هل بقي للإذاعة شيء تقدمه للمستمع ؟! ..


 




 

حامد المحلاوى

 

 

أكيد .. خصوصا إذا ما علمنا أنه لم تتمكن وسيلة إعلامية من القضاء على وسيلة أخرى قضاء تاما .. فالإذاعة لم تنه الصحافة المكتوبة .. ولا التليفزيون قضى على الإذاعة .. حتى الإنترنت لم ولن يستطيع إنهاء عصر التليفزيون .. الحقيقة أن كل وسيلة سحبت جزءا مهما من جمهور الوسيلة الأخرى فقلصت دورها فقط .. الآن حمى الإنترنت ومواقع التواصل هي صرعة هذا العصر التي اكتسحت كل وسائط الإعلام لكنها لم تقض عليها .. إذن تستطيع الإذاعة أن تجد لها مكانا لو أحسنت استخدام أدواتها بشكل جاذب ومؤثر .. خصوصا أن بعضا من هذه الوسائط يدخل في مرحلة تعاون وتكامل مع بعضها البعض .. تستطيع مثلا أن نطالع ما نشر في الصحافة الورقية أو أن تستمع إلى محطات الراديو من خلال شبكة الإنترنت .. وهكذا ..

 

 

تسألني : وهل يمكن أن نرى وسيلة إعلامية أخرى أكثر سرعة وجاذبية في المستقبل القريب ؟.. أجيبك بكل ثقة : لا أعرف ..

 

 

 

في العصر الذهبي للراديو ( الخمسينات والستينات ) ارتبطنا - بل التصقنا - بالراديو والإذاعة بشكل لا يصدق .. فلم يدر بخلدنا ظهور التليفزيون الأبيض والأسود ثم الملون .. وكان مستحيلا على أي منا أن يتخيل شيئا اسمه الإنترنت مطلقا .. لكن الراديو وقتها كان يضم نخبة رائعة من الرواد في مجال التقديم من المذيعين والمعدين والمؤلفين وكبار الفنانين .. كانت هناك برامج شكلت وجداننا ورفعت درجة الذوق بشكل هائل لدى المستمع .. أتذكر برامج بعينها في محطة البرنامج العام مثل : زيارة لمكتبة فلان – على الناصية – إلى ربات البيوت – الغلط فين – لغتنا الجميلة – كلمتين وبس .. إلخ .. وفي الشرق الأوسط : تسالي - أبواب السماء - ألوان .. وفي صوت العرب : حوار مع مستمع – أغاني وعجباني .. مازالا يقدمان حتى الآن ..

 

 

 

الإذاعة شكلت وعي المصريين وألهبت حماسهم وساعدت في دفع خطة التنمية بشكل إيجابي جدا في عصرها الذهبي .. رأيي أنها تستطيع أن تقدم الكثير الآن شرط الخروج بها من إطار الوظيفة الحكومية الضيق إلى رحب الإبداع والابتكار.. سيأتي من رفع مستوى المذيعين ومقدمي البرامج .. ما نراه الآن يندى له الجبين .. فلا لغة ولا قدرة على إدارة حوار بشكل مهني ! .. لا بد أيضا من الاستعانة بكبار الفنانين في مجالات التمثيل والموسيقى والطرب والإخراج .. ثم الاستعانة بكتاب الدراما المميزين والمعدين المبدعين .. بل لا أري مانعا من إدخال الإعلانات التجارية لإيجاد مصدر للدخل ينفق منه على إنتاج مادة إذاعية محترمة ومعتبرة ..

 

 

 

الإذاعة لم تفقد كل جمهورها بعد وتستطيع أن تجد لها موطئ قدم وسط صراع إعلامي شرس وعنيف جدا .. تستطيع إن احترمت جمهورها ومستمعيها ..

 

 

 

أنا شخصيا مستحيل أن أستلقي على السرير إلا والراديو في حضني أنام وأصحو عليه .. ارتباط نفسي وعضوي ! ..


إرسال تعليق

0 تعليقات