في رحلة تتبع تحولات
هشام عشماوي من ضابط جيش لأمير جماعة إرهابية، لا نستطيع أن ننسى دور عماد عبد
الحميد اللي من وجهة نظري باعتباره أحد الآباء الروحيين لعشماوي.
ولتقريب الصورة لابد
من استعراض بعض من قصة عماد عبد الحميد
أولا، عماد مواليد آخر
السبعينات، ودخل الكلية الحربية سنة ١٩٩٥ وأتخرج سنة ١٩٩٨ ضمن الدفعة ٩٢ حربية
اللي هي نفس دفعة العقيد أحمد منسي، وبعد كدا أتنقل "عبدالحميد" علشان
يخدم بوحدات الصاعقة بأنشاص (بالشرقية).
التقى عماد ب هشام عشماوي وعلى وليد بدر (اللي فجر موكب
وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم)، لكنه أتفصل في عام ٢٠٠٩ من الجيش بقرار
جمهوري أصدره الرئيس الأسبق حسني مبارك ونص على فصل كلا من النقيب عماد أحمد محمود
عبد الحميد، والرائد وليد بدر لاعتناقهما الأفكار الجهادية (وفقا للنص القرار).
لكن وقبل فصله، بدأ
يبان على عبد الحميد التغيير، وكان في أحد الأيام في اجتماع مع قائد اللواء بتاعه،
واستئذن أكتر من مرة علشان يصلي وطبعا استئذانه المتكررة وسلوكه بشكل عام لفت نظر
الأجهزة المعنية داخل القوات المسلحة اللي بدأت تتابعه لحد ما ثبت إنه يعتنق
الأفكار متطرفة وبالتالي أتفصل من الجيش.
عماد بعد فصله كان
متابع من جهاز أمن الدولة، ودا كان مضايقه جدا، لاسيما وهو شخص متمرد بدرجة كبيرة
ومحب للقيادة والسيطرة ووضعه تحت الرقابة جعله فى حالة نفسية صعبة .
في عام ٢٠١٠ عماد
سافر للسعودية قعد حوالي سنة يشتغل هناك ورجع بعد كدا واشتغل في الإدارة المحلية
بالقاهرة وأجر شقة عشماوي في أكتوبر، ومن هنا توثقت علاقتهم أكتر وأكتر.
عماد كان بيحضر لاثنين
من الشيوخ واللي كان لهم دور مهم في تفكيره الأول أحمد عشوش المنظر السلفي الجهادي
(مسجون حاليا على ذمة قضايا إرهاب)، والتاني محمد بسيوني سلفي شهير تتلمذ على يديه
عدد كبير من الإرهابيين منهم أيمن الظواهري مثلا.
المهم في عام ٢٠١٢
بدأ عماد يصرح لمن حوله برفض فكرة الديموقراطية واعتبارها دين يخالف دين الإسلام وفق
أدبيات الجهاديين.
وفي وقت لاحق، انضم
لأنصار بيت المقدس مع عشماوي وشارك في رصد والتخطيط للهجوم على موكب وزير
الداخلية، وبعد فترة انتقل للصحراء الغربية، وتولى مسؤولية معسكر الصحراء الغربية
مع عشماوي، وهجوم على كمين الدهوس بالفرافرة .
بعد الهجوم اللي أتصاب
فيه عشماوي وعبد الحميد وفقا لما هو ثابت في
قضية أنصار بيت المقدس ٣، قرر الإرهابيين الانتقال لليبيا، وبالفعل راحوا ليبيا
وانضموا لعمر رفاعي سرور وهناك بقى عشماوي أمير جماعة المرابطين، في حين إن عماد
بقى مجرد مقاتل عادي في صفوف مجلس شورى ثوار درنة (محسوب على القاعدة)، وشارك في
القتال ضد قوات الجيش الوطني الليبي، قبل ما يقرر يرجع مصر تاني.
بالفعل بدأ عماد عبد
الحميد بالتنسيق مع عشماوي وسرور تأسيس معسكر التدريب في منطقة وادي الناقة على
أطراف درنة، والمعسكر كان فيه ١٤ مصري وليبيين قبل ما يتقتل فرج المنصوري الليبي
وميتبقاش غير عبدالرحيم المسماري الذي قبض عليه لاحقا في مصر بعد الهجوم على
مأمورية الشرطة بالواحات.
عماد درب المجموعة
على استخدام السلاح وتصنيع المتفجرات، واتحركوا في أواخر ٢٠١٦ لحد ما دخلوا مصر
عبر الصحراء الغربية واستقروا بمنطقة وادي حيتان، واللي كان المفترض إقامة معسكر
إرهابي كبير بها، وسر اختيار المكان بجانب تضاريسه المتميزة، كان علشان يوصل لهم
الدعم اللوجيستي عن طريق إبراهيم بعرة (من بنها وابن عم الحركي بوكا في مجموعة
الواحات).
التحقيقات في قضية
الواحات (٩٧٥ لسنة ٢٠١٧) تقول إن عماد عبد الحميد قابل رامز عبد الفتاح (أمير خلية
أنصار الشريعة'القاعدية') بميدان عبد المنعم رياض، علشان يضموا الخلية لمعسكر وادي
حيتان، لكن أجهزة الأمن نجحت في التوصل للمجموعة بعد أن ألقت القبض على إبراهيم
بعرة واللي دلهم على المعسكر في وادي حيتان، وهناك حصلت الاشتباكات العنيفة في
منتصف أكتوبر ٢٠١٧، وهرب الإرهابيين قبل أن تتمكن القوات المسلحة المصرية من
تصفيتهم جميعا واعتقال عبدالرحيم المسماري الليبي.
حينما قامت الطائرات بقصفت الإرهابيين ونشرت القوات المسلحة
الصور، تعرفت على جثة عماد عبد الحميد عبر مقارنة الصورة بصوره قبل كدا (رغم إن في
فارق يعتبر)، ووقتها نشرنا إنه أتقتل قبل حتى ما تطلع نتيجة تحليل الدي إن إيه.
في النهاية وبعد كلام
كتير، عماد عبد الحميد مجرد حالة لازم ندركها بتحولاتها علشان نفهم دوافع أفراد
وقادة التنظيمات الإرهابية، ونقدر نتعامل معها بصورة صحيحة.
0 تعليقات