نعوم شبيب … الوطن والمواطنة …

 

 

د.أحمد دبيان

 

 

 

حديث عن المهندس المصري نعوم شبيب يهودي الديانة مصري الانتماء والهوي والولاء.

 

 

 

خرجت صفحة إسرائيل تتحدث العربية منذ أيام فى حملات التطبيع الموجهة التى دأبت على بثها مخاطبة أجيال التجريف العقلى والتاريخى فى سنوات التيه الخمسينية نتاج نظرية الحاجز النفسى التى ابتدعها سابق عصره ، محاولاً اختزال جوهر الصراع الوجودى .

 

 

 

خرجت صفحة إسرائيل مؤخراً تتحدث العربية لتكشف لنا فتحاً مبينا ظانة انه سيغفر للكيان ما تقدم من رجس وما تأخر بأن المهندس المصرى نعوم شبيب مصمم برج القاهرة أكبر صفعة وجهتها دولة من العالم الثالث لدولة عظمى حاولت ان ترشو حاكمها ، كان يهودياً .

 

 

الطرح العبرى يتعمد الخلط المتعمد فى طرح موجه ان إسرائيل الدولة التى تدعى العلمانية هى الراعية لليهود فى أنحاء العالم لينعكس تبعاً انها ككيان ستكون الموكلة برعاية الهيكل الحرام ، كي نتقبل لاحقاً لقب حكامها ليكون خادم هيكل سليمان ليتم اختزال الصراع فى قومية يهودية أصلت لهوية زائفة مدعاة مقابل قومية متأسلمةٍ حطمت عمقها العربى تمضى مترنحة فى تيه الهويات.

 

وقف روزفلت ، أناناسة عبد الناصر ، شوكة عبد الناصر ، الأصبع الأوسط لمصر حسب تسمية الأمريكيين مسميات عدة لبرج القاهرة أو برج الجزيرة الذى صممه المهندس المصرى اليهودى الديانة الغير متصهين نعوم شبيب والذى يعد أحد الرواد فى مجال عمارة الأبراج.

 

 

 

كان برج القاهرة وحتى العام ١٩٧١ أطول بناء فى القارة الأفريقية وفى الوطن العربى مرتفعاً عن طول هرم خوفو الأكبر بأربعين متراً الى ان قامت جنوب أفريقيا عام ١٩٧١ ببناء برج فاقه فى الارتفاع .

 

 

 

صمم المهندس نعوم شبيب البرج على شكل زهرة اللوتس لترتفع وتتفتح فى استحضار للعمق الفرعونى للحضارة المصرية الحديثة وقبل ان يصدر الصهاينة للمتأسلمين مفردات جيش فرعون ليصبحوا أذرعتهم فى استنزاف الدولة المصرية .

 

 

 

للبرج حكايا عن مفردات العزة والكرامة ورفض الخضوع حين بعثت الحكومة الأمريكية فى فترة شهر العسل بينها وبين الثورة المصرية أملاً فى جر مصر للانضمام إلى حلف بغداد ولتدفع مصر للتخلى عن واجبها القومى فى تأمين أمنها التاريخى بمساعدة محيطها العروبى وعن طريق السيد حسن التهامى تم ارسال ستة ملايين دولار منفصلة عن مساعدة حكومية قاربت الستين مليون دولار لتدخل الحساب الشخصى للرئيس جمال عبد الناصر ضمن برنامج لمساعدة قادة الدول الحليفة ودعمهم.

 

 

 كان الهدف هو دفع مصر للتخلى عن دعم الثورة الجزائرية.

 

 

وكما جاء على لسان السيد حسن التهامى حين قام هو والرئيس ناصر بعد الأموال ، وجدا المبلغ ناقصاً عشرة دولارات ، أصيب الزعيم بالدهشة والإهانة وقال مخاطباً التهامى : ألهذا الحد يحتقروننا ؟

 

 

 

للوهلة الأولى كان تفكير الريس ناصر هو إعادة المبلغ لروزفلت ، ليقترح السيد التهامى بناء تمثال طويل لشخص يمسح منخاره استهزاءاً بأمريكا.

 

 

 

رفض الرئيس حتى ان يدخل المبلغ فى موازنة الدولة ، وتبلورت الفكرة لبناء أطول برج فى القاهرة تبث منه الإذاعات الموجهة للدول العربية التى لم تكن قد نالت استقلالها بعد وليرتفع مواجها السفارة الأمريكية كى يكون صفعة سرمدية للعنجهة الأمريكية .

 

 

قام المهندس نعوم شبيب الحاصل على بكالوريوس في الهندسة المعمارية (مع مرتبة الشرف) سنة 1937 و الماجستير في هندسة الميكانيك والتربة سنة 1954 والماجستير في الهندسة الإنشائية سنة 1956 من جامعة القاهرة بتصميم البرج الذى تم بنائه فى السنوات ما بين عامى ١٩٥٦ و ١٩٦١ .

 

 

للمهندس نعوم شبيب الفضل فى تصميم أقواس معمارية تدعى أقواس شبيب كما له أعمال شهيرة أخرى منها

 

مبنى جريدة الأهرام سنة 1968

 

 

برج بولمنت

 

 

سينما ومسرح علي بابا

 

 

مدرسة القللى الخيرية

 

 

مبنى كايرو موتور لتجارة السيارات

 

 

كنيسة سانت كاترين

 

 

عاش نعوم شبيب فى مصر رغم الصراع العربى الإسرائيلي دون أى اضطهاد كما تحاول أن تروج الدولة العبرية ورديفها الليبرالى فى أرض المحروسة ، وللمفارقة لم يرحل خارج مصر إلا فى العام ١٩٧١ بعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر ومع انحسار الحلم مهاجراً إلى كندا وليس إلى إسرائيل حيث توفى فيها عام ١٩٨٥.