آخر الأخبار

مكاشفة أم خيال






 

علي الأصولي

 

 

نقلت قصة عن، الحاج العارف إمام قلي النقشواني الذي كان أستاذ السيد حسين القاضي والد المرحوم العارف السيد علي القاضي وطوى مراحل الكمال - في الأخلاقيات والعلوم الإلهية - على المرحوم السيد قريش القزويني يقول :

 

 

بعد أن بلغت سنّ الشيخوخة رأيت الشيطان وكنا واقفين معاً على جبل فوضعت يدي على لحيتي وقلت له :

 

 

لقد بلغت سنّ الشيخوخة فإذا كان بالإمكان أن تدعني قال الشيطان :

 

 

 انظر إلى هذا الجانب وعندما نظرت ، فإذا وادياً عميقاً جداً ومن شدة الخوف منه يفقد الإنسان صوابه ويطير لبّه ... قال الشيطان :

 

 

( ليس في قلبي رحمة ومروءة وعطف أبداً ، وإذا قدّر لي ووقعت في قبضتي فسيكون مكانك قعر هذا الوادي الذي تراه) انتهى النقل.

 

 

أقول: لا أريد أن اشكك بهذا النقل وما جرى بين ذلك العالم والشيطان الذي رآه، ولكن أود أن ألفت النظر أن الكثير من هذه القصص - أن صح النقل - الكثير منها ما هو إلا ضربا من ضروب المكاشفة أو الخيال،

 

 

وطبيعة المكاشفة أو الخيال لا يمكن أن تجعلها نقطة ارتكاز بفهم نفس الشيطان إذ أن الشرع لم يقصر ببيان الشغل الشاغل للشيطان وعمله على طول الفترة البشرية ووجود الخير والشر،

 

 

ولا ينقضي عجبي من بعض الأفراد ممن كشف لهم الغطاء نتيجة إخلاص نية أو صفاء نفس في آن ما ، عن طريق الواقع أو المنام أو سنة ما بين الصحو والغفو ، أو اختبار الهي على طريقة الاستدراج أو خيال لا يخرج عن مقولة الوهم، أن يرتب على كل ذلك الآثار، ويوالي ويعادي ويضرب لنفسه جدارا عازلا بتوهم أنه الحق القرآح وما دونه كله ضلال !


إرسال تعليق

0 تعليقات