آخر الأخبار

نحو وعى آخر: موسى والعبد الصالح.

 




 

علي الأصولي

 

 

القصص القرآنية لم تذكر على نحو التسلية أو نحو الاخبارات المجردة عن الأهداف. بل عرضت بشكل سردي لغايات ذات أهداف سامية يمكن الاستفادة منها واخذ العبر ومعرفة الأحوال والسلوكيات وغير ذلك. وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم ، ، ،

 

 

خذ مثلا قصة نبي الله موسى (ع) مع العبد الصالح (ع) وما شكلته هذه القصة من معان عالية وعلى كافة المستويات.

 

ولكن الأغلب من قراء القصة القرآنية على ما يبدو لي لا يعتنون بمغازيها التعلمية العملية الصامتة. بقدر ما ينظرون إلى القصة بما هي قصة فحسب،

 

تعالوا معي لأخذ عبرة مهمة من السيرة العلمية والعملية المتعلقة بالفعل وردة الفعل. مثلا ان نبي الله موسى(ع) كان على علم تام بإن صاحبه له شأن إلهي وتصرفاته لا ينبغي أن تفسر تفسيرات مادية سطحية. ومع ذلك عندما كان في واجهة الاختبارات الثلاثة لم يتمالك النبي نفسه إلا بعد أن عبر عن انزعاجه واعتراضه مع أنه يعلم مسبقا بأن العبد الصالح لا يتجاوز حدود الله بحال من الأحوال،

 

ولكن فقه موسى(ع) وطبعه البشري القائم على تفسير الحوادث على أساس ظاهري جعله في موقف المعارض والمعترض، ولم يهدأ له بال حتى عرف الإجراءات التي بدأت للنبي (ع) مستفزة وغير عقلانية،

نعم: يبدو بأن الكثير من الأتباع لهذا الرمز أو ذاك قد فاقوا نبي الله موسى (ع) بالانصياع وغض الطرف وتمشية الحال والحمل على المحامل الحسنة على طريقة ويسلموا لك تسليما !

 

 

بل تجاوزوه إلى أبعد حد. ذلك بعد ملاحظة أن النبي(ع) لم يختلق الأعذار لجملة من المشاهد بينما تجد أصحابنا تفننوا بخلق الأعذار والحجج لرموزهم ولو على طريقة وخطأك عندي صواب!

 

 

وإذا كان العبد الصالح فسر لتابعه هذه التصرفات حتى تهدأ نفس التابع ويدفع الشبهة عن نفسه. نجد أن أغلب الرموز لا يعبأؤن بتفسير تصرفاتهم وأقوالهم وأحوالهم لأتباعهم ولا أجد ذلك إلا استخفافا أو استنكافا ولا ثالث !

 

 


إرسال تعليق

0 تعليقات