آخر الأخبار

قبول الإشكال وإشكال القبول



 

 

علي الأصولي

 

 

قديما سمعت من بعض أساتذتي ان المحقق السيد الخوئي. لا يقبل بمجلس درسه ان تثار الإشكالات البحثية عليه - الفقهية منها والأصولية - حتى لا يتشتت بحثه في التفرعات على حساب وضوح المطلب الدرسي. بل كانت إشكالات الطلبة وتساؤلاتهم بعد الدرس مباشرة حيث يجلس السيد في مكان خاص وعندها كل يعرض عليه ما تم تسجيله في مجلس درسه. وكان يجيب عليها بأريحية إجابات الواثق بنفسه ومادته.

 

 

وهنا قد يحسن ان نقل قصة ذكرها الشيخ حسن طراد انه سمع من أستاذه الجليل المغفور له السيد إسماعيل الصدر : ان احد العلماء الأفاضل جاء الى النجف من الخارج ، فحضر درس المرحوم السيد الخوئي ، فأورد على كلام السيد اشکالا علميا يتعلق بالموضوع الذي كان يبحث فيه السيد ، فبادر السيد بالاعتراف للضيف المستشكل موافقا على إشكاله ومستسلما لاعتراضه من دون أي مناقشة !

 

 

فلفت ذلك نظر أحد العلماء الفضلاء من تلامذة السيد ، فقال مستغربا : كيف توافق على إشکال هذا الشخص بهذه السرعة وبلا مناقشة كما هي عادتك مع تلامذتك حيث تناقش اشکالاتهم بدقة ؟ !

 

 

فقال له السيد الخوئي : أنا كنت غافلا عن هذا الإشكال ، وقد نبهني عليه الرجل وليس من الصحيح الإصرار على الخطأٔ بعد الالتفات إليه ، انتهى.

 

 

 

أقول: حاول أن تثير إشكالا عرضيا بل وحتى لو كان هامشيا على أحد العلماء أو الفقهاء في مسألة فقهية أو أصولية، وانتظر التبرعات من أتباعهم بالرد عليه وكأنك وجدت إشكالا لا على رمزهم بل كأنه وجدت إشكالا على المعصوم نفسه !

 

 

ولعمري لو وضعت إشكالك بصورة مباشرة على هذا العالم أو ذاك الفقيه، لربما اعترف به رمزهم وتراجع عن رأيه بينما يتعامل معك أتباعه على طريقة ( عنزة وأن طارت ).

 

 


إرسال تعليق

0 تعليقات