محمود جابر
لأنها كما يقول( ناصر الزهراء) " فاطمة
" عطاءٌ متنوع"[1].
ولمن يريد أن يفهم كيف هو عطاء متنوع فإن الجواب
عند اليعقوبى حين وصف عمرها الشريف بقوله ..
" ثمانية عشر عاماً هو العمر الذي قضته الزهراء فاطمة بنت رسول الله
(صلوات الله عليهما) في هذه الدنيا، وهو قصير في عمر الزمن، إلا أنه كان حافلاً
بالعطاء والسمو والكمال"[2].
وهذا الحديث فى رد سماحته على من أحبوا الدعة
والركون والخضوع ولم يخوضوا غمار الحياة مجاهدين ومصلحين بدعوى قصر العمر، وصغره،
فالصديقة (سلام الله) عليها رغم عمرها القصير، إلا أنه كان عمرا مباركا، لماذا ؟
لأنه كان عمر منصرفا ومتوجها إلى الوظيفة الرسالية، ومتحملة مع أبيها ( صلوات الله
عليه وآله) هم الدعوة والجهاد فى سبيل الله وتحمل أذى القريب والبعيد من مشركى
قريش، فهى ( سلام الله عليها) لعبت دور أم أبيها بعد وفاة الصديقة خديجة الكبرى
الأم والزوجة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله)، صبرت وتحملت وثبتت مع أبيها على
الجوع والحصار، فى شعب أبى طالب.
إن صبر الصديقة الزهراء – كما يقول اليعقوبى
ويقول التاريخ – فاق كل صبر البنت التي لم تبلغ السنوات الثمانية تصبر على الحصار،
وتصبر على المقاطعة، وتصبر على الأذى، وتصبر على فراق الأحبة الأم الحنون، والركن
الشديد، معها العم الحامى والسند فى الشدائد، عاشت الصديقة كل هذه المعاناة والحزن
بقلب صابر، ويقين بالله لا يتزحزح، وأم – رغم حداثة سنها- لأبيها الذي يحمل فوق
كاهليه جبال الهم وجيوش الأعداء ...
كل هذا لم يفت فى عزيمتها، ولم ينال من إرادتها،
بل كان قلبها يفيض بالعطف والحنان والرحمة.
ولم يقف إزاء قريش عند هذا الحد، بل إن صناديد
الكفر قرروا أن يستأصلوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله) من الوجود.
واللافت للنظر في خطبة ( ناصر الزهراء) أنه يعيد
كتابة التأريخ الإسلامي على مرأى ومسمع من الناس، وحتى يبلغ الحاضر الغائب، كيف أن
كثيرا من المؤرخين وأصحاب السير تعمدوا عن جهل أو غفلة أو شيء آخر أن ينفصلوا
تاريخ وحياة النبي محمد صلوات الله عليه وآله عن تاريخ الزهراء، وجهاده عن جهادها
.. ... لكن اليعقوبى يعيد كتابة التاريخ من خلال خطبته... يقول كلاما موثقا محققا
عن الصديقة وجهادها وعطائها وهجرتها ... ولسان حالة يقول يا أهل الموقف ويا غائبين
عنا ... أرجو أن تسمعوا بقلوبكم قبل آذانكم ....
فهجرة النبي كانت ذو ثلاثة أركان هجرته صلى لله
عليه وآله، وهجرة الإمام على ع ودوره، وهجرة الصديقة ع، ثلاثة لا انفصال بينهم في
هذه المرحلة الحرجة من تاريخ النبي ( صلى الله عليه وآله) ومن تاريخ الإسلام ذاته.
فصاحب الوحي ومهبط الرسالة يهاجر (صلى الله عليه
وآله)، لان حياته هي الإسلام، وأمير المؤمنين ( الوصي) هو المؤتمن على الأمانات
التي يجب أن تؤدى إلى أصحابها، وهو الفداء النائم في فراشه (صلى الله عليه وآله)
تمويها ودفعا لقريش المتربصين شرا، وفاطمة أم أبيها رحم الوصية والولاية الكوثر
الذي لن ينقطع عطائه، فالثلاثة سلسلة لا يجوز انفصامها ولا انفصالها وهى سلسلة
يكمل بعضها البعض ..
هاجر النبي ( صلى الله عليه وآله) إلى يثرب وعلى
أثره هاجر علي بن أبي طالب وكان قد تمهل ثلاثة أيام بمكة ريثما أدى عن النبي
المهاجر الودائع التي كانت عنده للناس.
واشتركت فاطمة الزهراء (عليها السلام) أيضاً في
الهجرة بمشقتها المعروفة من مكّة المكرمة إلى المدينة المنوّرة.
وقد ورد في قصة الهجرة النبوية: أن رسول الله
(صلى الله عليه وآله) قال لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام): (ثم إني استخلفك على
فاطمة ابنتي ومستخلف ربي عليكما، وأمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم ومن يهاجر معه
من بني هاشم، وقال لعلي: إذا أبرمت ما أمرتك به فكن على أهبة الهجرة إلى الله
ورسوله وسر إليّ لقدوم كتابي عليك..
وانطلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) يؤم
المدينة... فنزل بقبا وأرادوه على الدخول إلى المدينة فقال: ما أنا بداخلها حتى
يقدم ابن عمي وابنتي يعني (علياً وفاطمة) [3]..
وكتب النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه
السلام) يأمره بالتوجه إليه، فلما وصله الكتاب تهيأ للخروج والهجرة وخرج بالفواطم:
فاطمة
بنت محمد(صلى الله عليه وآله)، وفاطمة بنت أسد (أمه)، وفاطمة بنت الزبير بن عبد
المطلب، وخرج معه أيمن بن أم أيمن مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجماعة من
ضعفاء المؤمنين، ولحقهم جماعة من قريش فقتل (عليه السلام) منهم فارساً وعادوا
عنه...) القصة[4].
وهنا
يقول اليعقوبى " فولّوا منهزمين وكانت الزهراء (عليها السلام) في ذلك الركب
وتلك الرحلة الشاقة المحفوفة بالمخاطر"[5].
سد كل الأبواب إلا بيت على وفاطمة :
لما استقر النبي بالمدينة المنورة وبني مسجده،
بني لفاطمة بيتا فى المسجد، وكان هناك أبواب لأصحاب النبي مشرعة فى المسجد فقال يوماً: سُدّوا هذه
الأبواب إلا باب عليّ "[6].
وكما يقول ناصر الزهراء " وفي المدينة
المنوّرة توسّعت المسؤولية وتنوعت أكثر فقد بدأ الجهاد من أجل بناء الدولة
الإسلامية وبناء الأمة الإسلامية وبناء الأسرة الصالحة والمواجهة المسلحة مع أعداء
الرسالة والدولة الفتية، وكانت الزهراء في قلب هذه المسؤوليات وقطب الرحى.
لهذا قال صلى الله عليه عليه وآله فيما صح عند كل
أهل الإسلام ومذاهبه.. " سدوا أبواب
المسجد غير باب عليّ، فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره "[7].
وفى الحديث بينما الناس جلوس في مسجد رسول الله
(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذ خرج مناد فنادى: أيها الناس، سدوا أبوابكم، فتحسحس
الناس لذلك ولم يقم أحد، ثم خرج الثانية، فقال: ايّها الناس سدوا أبوابكم فلم يقم
احد، فقال الناس: ما أراد بهذا؟ فخرج فقال: ايّها الناس سدوا أبوابكم قبل أن ينزل
العذاب، فخرج الناس مبادرين وخرج حمزة بن عبد المطلب يجر كساءه حين نادى سدوا
أبوابكم قال: ولكل رجل منهم باب إلى المسجد، أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم، قال:
وجاء علي حتى قام على رأس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: ما يقيمك؟
ارجع إلى رحلك، ولم يأمر بالسد، فقالوا: سد أبوابنا وترك باب علي وهو أحدثنا، فقال
بعضهم: تركه لقرابته، فقالوا: حمزة أقرب منه وأخوه من الرضاعة وعمه، وقال بعضهم:
تركه من اجل ابنته، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فخرج إليهم بعد
ثالثة فحمد الله واثني عليه محمراً وجهه ـ وكان إذا غضب أحمر عرق في وجهه ـ ثم
قال: أما بعد ذلكم، فان الله أوحى إلى موسى أن اتخذ مسجداً طاهراً لا يسكنه إلا هو
وهارون وأبناء هارون شبراً وشبيراً، وان الله أوحى إلي أن اتخذ مسجداً طاهراً لا
يسكنه إلا أنا وعلي وأبناء علي حسن وحسين، وقد قدمت المدينة، واتخذت بها مسجداً،
وما أردت التحول إليه حتى أمرت، وما اعلم إلا ما علّمت، وما اصنع إلا ما أمرت،
فخرجت على ناقتي فلقيني الأنصار يقولون: يا رسول الله أنزل علينا، فقلت: خلوا الناقة
فإنها مأمورة حتى نزلت حيث بركت، والله ما أنا سددت الأبواب وما أنا فتحتها، وما
أنا أسكنت علياً ولكن الله اسكنه "[8].
إذاً فباب بيت علي وفاطمة كان شارعاً إلى المسجد لان مسئوليات
النبي ووصيه و الكوثر لا تنفصل عن الإسلام ولا تنفصل عن المسجد ..
وكما بني النبي مسجده لكون بيت الله يقصده المؤمنين، فإن النبي بني
بيت الصديقة فى المسجد حتى لا ينفصل القصد والعبادة والتعلم والتأسي والاقتداء
والتوجه بين المسجد وبين آل البيت، بين النبي وعلى وفاطمة والله تعالى يقول (إِنَّ
الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ
اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ
وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَٰئِكَ هُمُ
الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا) النساء
150 – 151.
فكما أن الله تعالى جعل النبي الإنسان الكامل، جعل من على (أخو
النبي ) الأخوة الكاملة، وجعل من على الزوج الكامل، وهو النموذج الذي نصبه النبي
بجعل من الله تعالى، فزوجه الكوثر الدائم الذي لا ينقطع وهى الزوجة الكاملة والأم
الكاملة وهى منبع النور وأم النورين ... فمن يريد أن يكون له قدوة فى البيت المسلم
فعليه أن يقتدى بمن قال الله تعالى فيهما (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ
يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ
مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا
نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا
عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ
وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا)
الإنسان 7- 11.
ففاطمة هي المجاهدة مع أبيها، وزوجها أمير المؤمنين، لتداوي الجرح
وتخفف الألم وتقدم المساعدة وتجهّز عدة القتال.
لهذا فإن الزهراء (سلام الله عليها) كان عليها أن تقوم بدورها
المعرفي والجهادي بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله) في نصرة من قال فيه النبي
" لا يعرفني إلا الله وأنت "[9]،
أي يقصد الإمام على، الذي عرفت الزهراء من خلال ذلك أن نصرته واجبه وهى فرض على كل
مؤمن ومؤمنة فضلا عن أي يكون هذا المؤمن معصوم كالزهراء (سلام الله عليها)، مع
الأخذ فى الاعتبار قول النبي لفاطمة :
"أنتم المستضعفون بعدي"[10].
كان هذا نص خطبة (( ناصر الزهراء)) اليعقوبى الذي وجهه إلى عشرات
الآلاف من المؤمنين المجتمعين في ساحة ثورة العشرين في النجف الأشرف قدِموا إليها
من مختلف المحافظات بما فيها صلاح الدين وكركوك قبل انطلاقهم في مواكب العزاء إلى
الحرم العلوي المطهّر بمناسبة ذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها
السلام) في 3 جمادى الثانية 1429 هجـ، المصادف 7/6/2008 م. وألقاها بالنيابة عنه
فضيلة الشيخ محمد الهنداوي، وقد قاطعته الحشود في عدة مواضع بهتافات (نعم نعم
للإسلام، نعم نعم يا ربي، هيهات منا الذلة، لبيك لبيك يا علي، لبيك يا زهراء، الله
أكبر لا إله إلا الله، نِعمَ الحكم الله ونعم الخصيم محمد).
إن المرجعية الناطقة الصادقة الشاهدة وظيفتها الأساسية هى الشهادة
على الأمة لأنها امتداد للإمامة التي هي وارثة الرسالة والنبوة بكل ما تعني
الشهادة من هداية إلى الحق وإصلاح للخطأ والفساد وتقويم للاعوجاج وتشخيص للخلل
وتتحدث إلى الناس وتبيّن لهم ما لها وما عليها وتسمع منهم وتشرح لهم برنامجها
ومشروعها من دون تدليس أو خداع أو تضليل لأنها مطمئنة إلى الحق الذي هي عليه.
ومن صفات المرجعية الحركية الواعية التي تمثل الامتداد الحقيقي
للأئمة (سلام الله عليهم) الصراحة والشفافية في التعامل مع الأمة والعمل على رفع
مستوى الوعي والمعرفة والبصيرة لديها بعكس المتقمصين لهذا الموقع الشريف فإنهم
يرون استمرار وجودهم بإبقاء الأمة على حالة السذاجة والجهل والتخلف ليستطيعوا
تضليلها وخداعها بالهالة المقدسة التي يصطنعونها.
ولكن المرجعية باعتبارها غير معصومة فهي لا ترث كل وظائف الإمامة
وامتيازاتها فشهادة القيادة المعصومة لا تقابلها شهادة من الأمة عليها بينما الأمة
شاهدة على المرجعية بمعنى أنها تراقب حركة المرجعية وتتأكد على الدوام من قيامها
بوظائفها، لأن المرجع لم يعيَّن بالاسم وإنما بالشروط والأوصاف فمن انطبقت عليه
رجعت إليه الأمة ولو تجرد عنها تخلّت عنه[11].
وهذا يرجع إلى مفهوم منصب الإمامة التي لم تكن يوما منصبا دنيويا،
ولا ملكا عضوضا، ولا حكم فى رقاب الناس، بل الإمامة جُعل من الله لمن عرف الله حق
قدره، لهذا كان جهاد الزهراء عليها السلام قائم على أساس تنوّر بصائر الأمة ورفع
الغشاوة عن أبصارهم .
ومن جهة ثانية – والحديث لليعقوبى - عليها ( أي الزهراء) أن تديم الثورة والرفض لكل ظلم وانحراف
بالوسائل المتيسرة فألقت الخطب التي كانت تنزل كالصواعق على أصحاب أبيها في المسجد
الشريف وعلى نساء الأنصار اللواتي نقلن كلامها إلى رجالهن، ومن خلال حزنها وبكائها
المتواصل الذي انتشر وذاع في أرجاء المدينة مما سبب حرجاً لظالميها فطلبوا من علي
(عليه السلام) أن ينشئ لها بيتاً خارج المدينة تبثّ فيه حزنها وشكواها إلى الله
تبارك وتعالى".
هذه المحاججة التي قامتها الزهراء على القوم، وفضحت فيها
ازدواجيتهم، انتهت بوصية نفذها الإمام على ع أن لا يحضروا جنازتها، فدفنها ليلا، وأخفى موضع قبرها الشريف ...
ومن خلال هذه المجاهرة بالحق، والمحاججة فى تنصيب الإمام المفروض
الطاعة، أصبحت الزهراء (عليها السلام) أسوة حسنة للرجال قبل النساء فى الهمّة
والعزيمة، والوفاء بما عاهدنا الله تبارك وتعالى من الإيمان به وبما جاءت به رسله
ونزلت به كتبه والعمل بما يحبّ ويرضى مما فيه صلاح الأمة وخيرها فإننا مساءلون
غداً عن كل شيء قال تعالى(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) ويأتيهم التوبيخ
والازدراء (مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ، بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ)
(الصافات: 24-26) ..
هنا يقول اليعقوبى (( الناصر)) وهذا ما ذكّرتنا به الزهراء (عليها
السلام): (فنعم الحكم الله ونعم الخصيم محمد) الحكم هو الله تبارك وتعالى الذي [لا
يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ ولا فِي الأَرْضِ وَلا
أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ] (سبأ: 3) والخصيم
الذي يرفع دعوى الظلامة هو الذي لا تُرجى النجاة إلا بشفاعته فكيف ينجو من كان
شفعاؤه خصماءه".
ولمن يريد أن يصل إلى حقيقة الزهراء عليه أن يصل من خلال (
الإخلاص) ومن خلال ( السكينة) إلى الخيط والخط العام الذي يعطى معنى للكلمة
وللموقف وهذا الذى يمكن أن يتحقق من خلاله (الخلاص) الحقيقي، لان المخلصين
المطمئنين هم وحدهم الذين يتمتعون بالوضوح فى المواقف دون خشية العواقب من البشر،
فالمشكلة الكبرى وراء كل أنواع الخوف والقعود عن شهادة الحق هو "
اللايقين" من هنا فإن " يقين " الزهراء كان فوق كل يقين ومن هنا
كانت الزهراء أسوة حسنة .
من هنا يحاطب اليعقوبى شعب العراق أن يتحلى بـ " يقين"
الزهراء وسكينتها، ويدرك أن الخلاص هو قول الحق فى وجه كل سلطان جائر سواء كان
السلطان سياسيا بحت أو سياسيا بزى رجل دين، على الجميع أن يتحلى بقول الزهراء (فنعم الحكم الله ونعم الخصيم محمد) على كل
حرمان من حقوق الحياة الكريمة في المأكل والملبس والمسكن والزواج.
لكل من يعانى سوء خدمة، وكل من يشكو الفقر و الجوع، لكل من يشكو
سوء خدمة الخدمة العلاجية وانعدامها من المرضى، لكل مهجر من أهل العراق فى الداخل
والخارج، لكل يتيم لا يجد من يمسح رأسه، لكل برىء سفك دمه من غير حق عليهم جميعا
أن يمتلكوا جزء من شجاعة الزهراء وان يقولوا لهؤلاء جميعا (فنعم الحكم الله ونعم
الخصيم محمد).
[1] - (فاطمة (عليها السلام) الكوثر) الخطاب الذي
وجهه سماحة الشيخ اليعقوبي إلى عشرات الآلاف من المؤمنين المجتمعين في ساحة ثورة
العشرين في النجف الأشرف بمناسبة ذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء
(عليها السلام) في 3 جمادى الثانية 1429 هجـ، المصادف 7/6/2008 م.
[2] - الخطاب السابق.
[3] - فرائد السمطين، ج 1، ص 330، ح 256، مناقب الخوارزمي، ص 74، المستدرك، ج 3، ص 4، شواهد التنزيل، ج 1، ص 101، ح .140
[4] - كشف الغمة ج1 ص405 ـ
406.
[5] - (فاطمة (عليها السلام)
الكوثر) الخطاب الذي وجهه سماحة الشيخ اليعقوبي إلى عشرات الآلاف من المؤمنين
المجتمعين في ساحة ثورة العشرين في النجف الأشرف بمناسبة ذكرى استشهاد الصديقة
الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في 3 جمادى الثانية 1429 هجـ، المصادف
7/6/2008 م.
[6] - مسند أحمد ج1 ص175، حديث ، ج4 ص369. أبو يعلى الموصلي، مسند أبي يعلى، ج 9، ص 453.
ابن أبي شيبة، المصنف، ج 7، ص 50. الحاكم المستدرك على الصحيحين ج3 ص125 . ابن عساكر في
ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج1 ص258، ج 2، ص 121. سنن
الترمذي ج5 ص305.
والوصابي
في أسنى المطالب الباب الثالث عشر ص78 . والنسائي في الخصائص13 . الهيثمي في مجمع
الزوائد ج9 ص114 .والخوارزمي في المناقب ص235 . وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص
ص41 . والكنجي في كفاية الطالب ص203. وابن
حجر في الصواعق: 74. مجمع الزوائد ج9 ص115. ابن حجر، القول المسدد في مسند أحمد، ج1/
ص 2/16/18،30. ابن حجر، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ج 7، ص 13. ابن حجر
العسقلاني - الاصابة – ج1ص 5704 ،ج4 ص 467 . وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج2
ص477. ابن أبى حاتم، الجرح والتعديل ج8/ ص 234.
[7] - الكنجي في كفاية الطالب
ص203.
[8] - وفاء
الوفاء باخبار المصطفى ج2 ص478.
[9] - الحلى ، مختصر بصائر
الدرجات، ص 214.
[10] - مسند أحمد، حديث رقم 26256.
[11] - خطاب المرحلة رقم ( 179)
13/11/2007.
0 تعليقات