حامد المحلاوى
إعادة هيكلته باتت
ضرورة ملحة .. أرى أن ذلك ممكن أن يتم من خلال مجموعة خطوات محددة ..
الخطوة الأولى :
دوره يجب أن يكون
مرتكزا على الجانب الدعوي الديني أكثر من التعليمي .. يتم بالتخلي عن الكليات
العملية وغير ذات الاختصاص بالأمر الدعوي .. يمكن أن تخصيص جامعة مستقلة لها أو
توزيع كلياتها على الجامعات الأخرى .. إذا تم فسيؤدي إلى تقليل عدد المعاهد
الأزهرية بشكل كبير وكذا الكليات .. وهو ما سيخفف العبء كثيرا على إدارة الأزهر
ويساعدها في تحقيق المهمة الأساسية المرجوة منها ..
الخطوة الثانية :
إنشاء إدارة متخصصة
مكونة من علماء كبار( من الأزهر ومن خارجه ) مهمتها مراجعة المناهج التي تدرس في
كل المراحل بدقة يكون هدفها التأكيد على الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث
النبوية المطهرة التي تعظم قيم التعايش والمحبة والسلام بين الشعوب والتعاون وحسن
الجوار والحض على كل معان الخير .. أيضا لتوضح بشكل لا لبث فيه صحيح الدين في
مسائل خلافية كان لها بالغ الأثر في قضايا مثل الجهاد والقتال المنتشرة في كتب
التراث وأشياء أخرى أساءت كثيرا إلى الدين ومن ثم استبعاد غير المناسب منها دون
وضع سقف محدد أو الالتفات إلى محاذير بعينها .. يلي تلك الخطوة إصدار مراجع كبرى
تحمل خاتم الأزهر معتمدة وموثقة في التفاسير المعتبرة وشرح الأحاديث تكون هي
المصدر الأساس في الخطاب الديني الجديد سواء أكان ذلك في المناهج الدراسية أو خطب
الجمعة أو البرامج التليفزيونية أو الإصدارات المختلفة وغيرها من الوسائط ..
الخطوة الثالثة :
لا مناص من ضم
الأوقاف ( أو حتى المساجد فقط ) للأزهر ليكونا مؤسسة واحدة تستطيع التحكم في محتوى
الخطاب الديني داخل المساجد .. المساجد كانت السبب الأول في انتشار الأفكار
المتطرفة وترويج مفاهيم مغلوطة كثيرة عن الدين ..الأئمة والوعاظ مهمتهم واحدة فلم
الفصل الإداري بينهم ؟! ..
الخطوة الرابعة :
إعادة الهيكلة يحب أن
تركز على إنشاء مؤسسة عصرية دائمة للبحوث تهتم بالمستجدات الحديثة في مواضيع مهمة
كالاقتصاد ومنها حسم قضايا جدلية مثل التعامل مع البنوك والمؤسسات المالية الأخرى
كشركات التأمين والشركات الدولية المشتركة ( عابرة المحيطات ) والبورصات وغيرها ..
أيضا من مهامها وضع أطر عريضة تستطيع استيعاب ما يستحدث في مجالات علمية في الطب
والزراعة والصناعة وغيرها .. أما هذه المؤسسة فلا بد لها من الاستعانة بخبراء
وعلماء في المجالات المختلفة حتى يمكنها التوفيق بين الدين والعلم بما يحقق
المصلحة ويريح الناس في حدود ما أحل الله .. لكن ضروري أن يكون دورها استشاريا في
كل الأحوال ..
الخطوة الخامسة :
لجنة الفتوى بالأزهر
تدار وكأنها مؤسسة سرية تعمل في الخفاء ! .. فلا يصح أن تنتظر الناس حتى يأتون
إليها لاستيضاح الأمور والمسائل بل يجب أن تبادر هي بالوصول إلى الناس مستخدمة
كافة الوسائط الممكنة وما أكثرها ..
الخطوة السادسة :
ليس مقبولا أن يكون
الأزهر بعيدا عن الإعلام الفضائي الذي دخل ليس إلى البيوت بل إلى كل غرفة تقريبا ..
قناة الأزهر ( أو الموقع الإلكتروني ) لم يعد ترفا بل ضرورة ملحة للتواصل مع الناس
لنقل الفكر الوسطي المعتدل وتصحيح المفاهيم بشكل سريع ومؤثر ..
الخطوة السابعة :
مهم جدا أن تعقد
دورات تثقيفية منتظمة للعلماء والمشايخ وكذلك الأئمة والوعاظ توضح لهم طرق التفكير
غير النمطية وكيفية الاستنباط والاستدلال المنطقي وكذا دراسة وفهم مواضيع التنمية
البشرية وإدارة الحوار وسبل التأثير والإقناع .. إلى آخره ..
هذه بعض الأفكار التي
أعتقد أنها من الممكن أن تسهم بشكل فاعل في تطوير هذه المؤسسة العظيمة التي ارتبطت
بوجدان المصريين وشكلت جزءا مهما من تاريخهم عبر العصور .. بل وظلت ركنا أساسيا من
شخصية مصر ذاتها ..
........................ كان هذا مقالا
كتبته منذ عام تقريبا لعله يكون مفيدا
1 تعليقات
أحسنت وفقك الله تعالى ..
ردحذف