حامد المحلاوى
هل من المنطق أن تترك
بلدا موبوءا إلى بلد هو الأشد وباء في العالم من أجل المال ؟! ..
شق الصف الوطني مع
فئة الأطباء كاد يفلح من شديد الأسف مع عدد غير قليل .. صوروا لهم أن أمريكا هي
أرض الأحلام .. وهي بلد العسل واللبن والحياة الرغدة السهلة والرخيصة مع أن هذا
غير حقيقي .. فالمواطن الأمريكي العادي يعاني كما يعاني المواطن في أية دولة أخرى
وربما أشد .. فهل كنت تصدق أن أمريكا لديها نقص حاد من الأطباء والكوادر الطبية
عموما بل ومن الإمدادات الطبية العادية جدا كالكمامات والجوانتيات ؟! .. رأينا
أطباء وممرضات يستخدمون أكياس القمامة كماسكات للحماية من العدوى ! .. طبعا الحل
الأسهل أمامهم كان جذب وإغراء أطباء دول العالم النامي للذهاب إلى أمريكا ومنحهم
حق الإقامة والعيش هناك .. وهنا وقع المحظور ! ..
فهل يستمع الطبيب
الشاب إلى نداء الوطن ويؤجل آماله وتطلعاته إلى ما بعد انتهاء الجائحة في بلده .. أم
يدوس على مبادئه وأخلاقه بحذائه ولا يفوت الفرصة للذهاب إلى أرض الأحلام ؟! ..
لن أكلمك بصوت الخطاب
الوطني والواجب المقدس وأن ما تفعله لا يقل قدرا عما يقدمه الجندي المقاتل من دمه
وروحه لحماية بلده .. فهذا ما تعتبره أنت
شعارات جوفاء وأنا لا أعتبره كذلك .. تريد أن تذهب لك الاختيار .. بالمناسبة هل
تذكرك كلمة " الاختيار " بشيء ؟! .. ما علينا خلينا في الاختيار اللي
جوه راسك .. اذهب ولكن بعد أن تسدد من أموال صرفتها عليك الدولة في كل مراحل
تعليمك .. فهل ترى أنه من العدل أن تصرف عليك الدولة دم قلبها لتأخذك دولة أخرى
ثمرة مقشرة على طبق من فضة لتستفيد هي بجهودك ؟! ..
إذا كنت تقبل فاسمح
لي أنت شخص عويل ولا أمل يرجى منك .. ومع ذلك لن نتحكم في اختياراتك البائسة ولك
أن تخرج شرط أن تسدد ما عليك .. أو على الأقل تخدم في المستشفيات الحكومية مدة
تقدرها الدوائر المختصة مقابل ما تم إنفاقه عليك إن لم يكن لديك المال الكافي
لتسديد ديونك للدولة ! ..
صدقني ما تفكر فيه بأنانيتك وانتهازيتك البغيضة
هو خير تعبير لغياب صوت الضمير في أعماق نفسك .. يذكرني بالآية الكريمة " تلك
إذا قسمة ضيزى " ..
0 تعليقات