طارق العربى
أثقل حجة دماً هى أن
إبن تيمية برىء لأنه كان يفتى حسب ظروف عصره ، ما هذه السخافات ، وما هذه الحجة
الغبية البلية ، يعنى مثلاً فتوى إبن تيمية الخاصة بتحريم الجهر بالنية قبل الصلاة
، ثم يستتاب صاحبها فإن فعلها بعد الاستتابة يقتل كانت خاصة بزمن إبن تيمية ..!!
والرجل "عندكم"
محق فى هذه الفتوى لأنها تناسب زمنه ، إذ يبدو أن أصوات الذين يجهرون بالنية كانت
قبيحة وقتها ، لذلك أصدر الرجل هذه الفتوى ..!! ، أما الآن فإن فينا النقشبندى
ومصطفى إسماعيل ومحمد رفعت وأصحاب الأصوات الجميلة لذلك يستحب الجهر بالنية ولا
قتل ولا استتابة ..!! ، وبذلك تكون فتواه لا تناسب ظروف عصرنا ، ومع ذلك فإن
الإرهابيين الأغبياء يأخذون بها دون أن يضعوا إعتباراً لاختلاف الزمن ، واختلاف
الأصوات ..!!
طيب يا أساتذة يا
أصحاب ظروف عصره خذوا عندكم :
قال ابن تيمية فى
كتابه "جامع المسائل" الجزء الرابع "تارك الصلاة شر من السارق
والزانى ، إذ أن تارك الصلاة سواء كان رجلاً أو امرأة يجب قتله ..!! والسارق لا
يجب قتله ، ولا يجب قتل الزانية التى لم تحصن بإتفاق العلماء" طبعا الفتوى
هنا حسب ظروف عصره ، لأن التتار كانوا فى زمنه لذلك يجب القضاء على أكبر عدد من
المسلمين الذين لا يصلون ..!! هل فهمت خطأ ؟ ما لهذه الفتوى والتتار ؟ أم ترى كان
يقصد "تارك الصلاة من التتار الذين أسلموا" وبذلك يكون قصده التخلص من
التتار سواء الذين أسلموا أو الذين لم يسلموا ؟
وفى كتابه "الفتاوى"
يقول "الرجل البالغ إذا إمتنع عن صلاة واحدة من الصلوات الخمس أو ترك بعض
فرائضها المتفق عليها ، فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل ، ولا يدفن بين المسلمين".
يا سلام على الفتوى
المرتبطة بعصرها ولا تناسب عصرنا ، لأن عصره كان هناك تتار ، لذلك فأنت يا من تصلى
الصلوات كلها إلا صلاة واحدة فمقتول مقتول مقتول ، ثم لا تُدفن فى مقابر المسلمين ..!!
أين يتم دفنك إذن ؟ أظن ساعتها سيتم عمل مقابر
لغير المصلين ..!!
ولكن ماذا لو كنت
تصلى الصلوات كلها وفى وقتها ، هل يمكن أن تنجو من إبن تيمية الإمام العلامة
الفهامة الحافظ الفقيه المحدث نادرة عصره ؟ لا أظن ذلك فإبن تيمية يقول لنا فى
كتابه الفتاوى الجزء الحادي عشر عن رجل يصلى فى بيته كل الصلوات ولكنه لا يذهب إلى
المسجد لصلاة الجماعة : "هذه الطريقة طريقة بدعية مخالفة للكتاب والسنة ولما
أجمع عليه المسلمون ، والله تعالى إنما يُعبد بما شرع لا يُعبد بالبدع ، قال الله
تعالى : أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ
بِهِ اللَّهُ . فإن التعبد بترك الجمعة والجماعة بحيث يرى أن تركهما أفضل من
شهودهما كفر يجب أن يستتاب صاحبه منه فإن تاب وإلا قتل" فاحذر أيها المسلم
فأنت مقتول لو لم تشهد صلاة الجماعة فى المساجد ، أو كنت تعتقد بأن صلاتك فى بيتك
أفضل من صلاة الجماعة فى المسجد ..!! ، ولكن لا تخشى شيئاً فهذه الفتوى تناسب عصر
إبن تيمية وفقا لأقوال المدافعين عنه ، ولأقوال الشيخ رمضان .
فماذا عن رأى إبن
تيمية فى ذلك الفقيه أو المفتى الذى يقول إنه يجوز الجمع فى الصلوات بين الظهر
والعصر أو بين المغرب والعشاء بغير عذر ؟ أو ذلك الذى يفتى بأن المسافر يجب أن
يصلى صلاته بلا قصر ، أى لا يصلى العصر ركعتين بل يصليها أربعاً مثلاً ؟ يقول إبن
تيمية عن هذا : " الجمع بين صلاتين من غير عذر من الكبائر . لكن المسافر يصلى
ركعتين ليس عليه أن يصلى أربعاً . بل الركعتان تجزئ المسافر فى سفر القصر ، بإتفاق
العلماء ، ومن قال إنه يجب على كل مسافر أن يصلى أربعاً فهو بمنزلة من قال : إنه
يجب على المسافر أن يصوم شهر رمضان ، وكلاهما ضلال ، مخالف لإجماع المسلمين ،
يستتاب قائله ، فإن تاب وإلا قتل" .
هل تظنون أنه كان
يقصد مفتياً معيناً قال ذلك وكان هذا المفتى من التتار ، لا تظلموا الرجل فللرجل
ظروفه ..!!
ولكن ماذا لو توضأت
يا سيدى المسلم ، وأردت أن تصلى صلاة الجماعة كلها فى وقتها ، وظل وضوؤك معك ، ولم
ينقضه ناقض وصليت الظهر مثلاً وأنت بهذا الوضوء ، ثم حفظ الله عليك هذا الوضوء
وجاء وقت العصر ، وذهبت للمسجد لتصلى مع الجماعة ، ومرة أخرى أقول كنت متوضئاً من
قبل لصلاة الظهر ، وصليت العصر بوضوء الظهر فهل يمكن أن تنجو من القتل ؟ لا يا
سيدى ، أنت واهم ، فأنت حينئذ من المقتولين لأنك فى منزلة الكفر ، وخذ عندك ما
قاله إبن تيمية فى كتابه الفتاوى : "قوله تعالى إذَا قُمْتُمْ إلَى
الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا يقتضى وجوب الوضوء على كل مصل مرة بعد مرة ، فهو يقتضى
التكرار ، بل هو معلوم بالاضطرار من دين المسلمين عن الرسول ﷺ أنه لم يأمرنا
بالوضوء لصلاة واحدة . بل أمر بأن يتوضأ كلما صلى ، ولو صلى صلاة بوضوء وأراد أن
يصلى سائر الصلوات بهذا الوضوء : إستتيب فإن تاب وإلا قُتل" طبعاً كان يقصد
التتار لأنهم كانوا يصلون بوضوء واحد ..!!
وهناك الكثير والكثير
، سنكتبه عن فتاوى الشيخ حسب ظروفه وظروف عصره.
0 تعليقات