آخر الأخبار

كيف يمكن أن تتقاطع مصالح داعش وإسرائيل عند نقطة واحدة ؟!








حامد المحلاوى




كل هذه الأسلحة ومعها أحدث وسائل الرصد والمتابعة والتخفي ثم هذا العدد الكبير من سيارات الدفع الرباعي غالية الثمن .. نحن إذن نتكلم عن عشرات الملايين من الدولارات وليس أموال عصابات ! ..



رأيي في السابق واللاحق أن إسرائيل أول من يعلم أن نظرة المصريين نحوها لم تتزحزح قيد أنملة عن كونها العدو الطبيعي الذي لا يتغير بالنسبة لهم رغم اتفاقية السلام ومظاهر التقارب الخادعة .. لذلك لم تتوقف أبدا عن محاولات ضرب السلام الاجتماعي وتفتيت البنية القوية للمجتمع المصري الذي ظل متماسكا عبر التاريخ .. كاد بعضها أن يفلح وتحدث الوقيعة من أسف .. ومع ذلك كانت تلك المحاولات دائما ما تتفتت أمام جهاز المناعة القوي الذي لدى المصريين ! ..



ليس خافيا ما قام به جهاز المخابرات الإسرائيلي قبل وبعد ثورة يناير .. فإن ما رأيناه من تعدد النجاحات التي حققها جهاز المخابرات المصرية من اكتشاف شبكات تجسس عديدة تعمل لصالح إسرائيل أثناء تلك الفترة يؤشر إلى أن الصراع ظل قائما على أشده ولم يهمد لحظة .. عندما يتحدث قائد جهاز المخابرات الإسرائيلي السابق الجنرال (عاموس يادلين ) قائلا بأن الموساد نجح في إحداث الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية المطلوبة داخل مصر في أكثر من موقع .. وأيضا عندما ذكر أنهم قد حققوا قدرا كبيرا من النجاح في خلق بيئة مشتعلة طائفيا قلقة متوترة دائما داخل المجتمع المصري أثناء حكم حسني مبارك بحيث لا يستطيع أي نظام يأتي من بعده معالجة هذا الانقسام والتخلف والوهن الذي سيكون قد ضرب فعليا كل القطاعات في الجسد المصري ..


عندما نسمع هذا الكلام من رئيس الموساد نستطيع بسهولة أن نستنتج أسباب ودوافع الاعتداءات المتكررة على الكنائس والأقباط بصفة عامة وافتعال أسباب واهية لزرع بذور الفتنة بين المسلمين والمسيحيين ..


حتى بين المسلمين والمسلمين .. مع أنها كانت لا تخرج عن كونها حالات فردية لا تعبر عن فكر أو سياسة بعينها .. بل لم تكن معبرة أبدا عن روح التسامح والتعايش التي امتاز بها الشعب المصري ..


المشكلة من وجهة نظري والسؤال الأهم الذي أحاول أن أجد له إجابة :

-    كيف لإسرائيل أن تنفذ مخططاتها على أرض الواقع بواسطة جماعات إسلامية متشددة متطرفة والذي من المفترض أنهما على طرفي نقيض ؟! ..


وهل سمع أحد أن داعش أو بيت المقدس أو أجناد مصر أو أيا من هذه المنظمات رمت بطوبة واحدة تجاه إسرائيل ؟! .. أيضا هل يمكن أن يكون التوافق في الأهداف والمصالح قد وصل إلى هذا الحد المريب ؟! ..


أميل إلى أن الإجابة لا تخرج عن احتمالين لا ثالث لهما .. فإما أن إسرائيل قد نجحت في استخدام حركات التطرف لتحقيق أهدافها دون علم منها .. وعليه فلا مناص من أن نعترف بالعبقرية اليهودية فعلا ! .. أو أنهما متفقان ويمثلان شيئا واحد .. وبذلك نكون قد شربنا أكبر مقلب من مقالب الكاميرا الخفية في حياتنا ! ..




على كل أعتقد أن الأيام القادمة ستكون وحدها الكفيلة بالإجابة على هذه الأسئلة وحل تلك الألغاز ..


إرسال تعليق

0 تعليقات