حامد المحلاوى
( إسراطين ) نصفها
إسرائيل والنصف الآخر فلسطين ..
هي فكرة العقيد القذافي وكالعادة تناولها القادة
العرب والإعلام بالسخرية والتهكم من الرجل واعتبروها واحدة من شطحاته الكثيرة ..
كان يعني بها استحالة
حل الدولتين على أساس شعبين منفصلين في دولتين متجاورتين لسبب الجغرافيا وتعقد ربط
الضفة بغزة ربطا حقيقيا .. وأيضا لصغر مساحة الأرض التي لا تسمح بإقامة دولتين
قابلتين للحياة بشكل دائم ومستمر ..
الغريب في الأمر أنه كلما تعقدت المفاوضات ووصلت
إلى طريق مسدود كان الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات يهدد شارون بإدراج هذا الاقتراح
على جداول الأمم المتحدة لتتخذ قرارا على أساسه تصحح به القرار الذي يعد أكبر
جريمة ارتكبتها هيئة الأمم والمجتمع الدولي كله بقيام إسرائيل في 15 مايو 1948
وشطب دولة فلسطين من فوق الخريطة ! .. طبعا شارون كان يسخر من الأمر لأنه يعلم
جيدا الفارق الكبير بين معدل المواليد العرب واليهود .. وأنه في خلال عقدين أو
ثلاثة من الزمان سيكون بمقدور العرب الفوز بأغلبية مقاعد الكنيست وتشكيل الحكومة
وربما كان فيه نهاية دولة إسرائيل ! ..
اليهود يعولون كثيرا
على عامل الزمن لنسيان القضية الفلسطينية ويتعمدون التجاهل المطلق للحلول المقترحة
سواء أكان دولتين جارتين لشعبين منفصلين أو الاقتراح العملى الوحيد وهو دولة واحدة
ثنائية القومية تجمع الشعبين معا .. ويبدو أنهم يواصلون طريقهم بثبات بمساعدة
العرب أنفسهم .. فالواقع يقول إنه لا أحد يتذكر القضية الفلسطينية بشكل جدي وحقيقي
خصوصا بعد هوجة ثورات الربيع العربي التي خدمت المشروع الصهيوني بنجاح منقطع
النظير .. وسيكون من السخف أن يعول العرب كثيرا على خطوات ترامب لحل القضية .. فإن
جاء بحل فسيكون حتما لصالح إسرائيل وليس العرب .. كلام مؤكد ! .. الشيء المحزن أنه
لم يعد يصدرمن الجانب العربي سوى بعض الآهات وزفرات الألم الخالية من المضمون
والتي يطلقها بعض رموز اليسار من باب ( أنا موجود ) وكذا بعض الكلمات التي تكتب
هنا أو هناك على استحياء ولا يتوقف أحد عندها كثيرا ..
أما اقتراح القذافي فدخل
غياهب النسيان طبعا رغم أنه الأكثر واقعية .. وتم إدراجه ضمن قائمة شطحات العقيد ..
0 تعليقات